مع ختام فعاليات معرض فيصل للكتاب، والذى تنظمه الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد مجاهد خلال الفترة من 5 وحتى 25 من أغسطس الجارى، قدم مجموعة من المثقفين عدة مقترحات من شأنها تطوير أداء المعرض خلال دوراته القادمة، وذلك بعدما أعلن مجاهد أنه سيتم تحويل أرض الهيئة بمنطقة فيصل لمعرض دائم للكتاب، مؤكدين على أن التجرية فى مجملها كانت جيدة، ولا يشوبها سوى بعض السلبيات القليلة. قال الشاعر شعبان يوسف، الذى شارك فى فعاليات المعرض بأيامه الأخيرة، إن التجربة كانت مميزة للغاية ومختلفة تحمل نوعاً من المغامرة، وذلك لصعوبة تحويل هذا المكان الواقع وسط منطقة عشوائية شديدة الازدحام لمتلقى فكرى وثقافى. وأضاف يوسف أن أهم ما ميز هذا المعرض هو أن القائمين عليه قاموا بفتح باب الندوات أمام الجمهور جميعا، وذلك بدلا من أن تظل الفعاليات حبيسة جدران الغرف المغلقة مثلما كان يحدث فى المؤتمرات الثقافية، سواء فى معرض القاهرة الدولى للكتاب أو فى ندوات المجلس الأعلى للثقافة، هذا بالإضافة إلى الكتب التى جاءت بأسعار مخفضة، وأوضح يوسف أن المعرض بحاجة لمزيد من التطوير من الناحية الإنشائية، وإدخال مزيد من المرافق قائلا: بشكل عام كان المعرض جيدا، وعلينا أن نتغاضى عن تلك النواقص، خاصة وأنها التجربة الأولى من نوعها، وأعتقد أن العناصر البشرية الجديدة فى الهيئة قادرة على تطويرها فيما بعد. وقال القاص سعيد الكفراوى، إن أى فاعلية ثقافية مُقدمة بشكل محترم، ووراءها نية حسنة لتوصيل الثقافة للناس، فمن الطبيعى أن تلقى ترحيبا واهتماما من قبل المثقفين والجمهور على حد سواء، وبالرغم من صغر مساحة معرض فيصل، وقلة الأنشطة الثقافية التى تم تقديمها فيه، إلا أنه كان موضعا لاحترام كافة المثقفين. وتمنى الكفراوى أن يتم إقامة دورات جديدة من المعرض فى مختلف المحافظات، وعن السلبيات التى وجدها الكفراوى بالمعرض قال، تم تجاهل بعض المثقفيين ذى قيمة من المشاركة فى المعرض، كما أن الدعاية والإعلان الذى تم قبل المعرض لم يكن كافيا، وأخيراً قلة التنوع الثقافى المقدم من قبل بعض المكتبات، ورغم تلك السلبيات، إلا أن المعرض نجح فى إيصال رسالة لنا جميعا، وأعتقد أنها قد وصلت. واتفقت معه الكاتبة الدكتورة سهير المصادفة، قائلة: نريد تحويل كل خرابة لمكان لتلقى الثقافة والمعرفة، وأى إنسان من وجهة نظرى لديه ذرة منا لضمير الثقافى لن يرفض تجربة معرض فيصل، وأهم ما يميز التجرية هو أن الناس فى تلك المنطقة كانت متعطشة كثيراً لتلقى الثقافة. وأوضحت المصادفة أن المعرض بحاجة لإمكانيات مالية إضافية حتى يتم تطويره، مقترحة أن يتم استبعاد الأسماء التى شاركت فى معرض فيصل من المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يناير المقبل، وذلك لإتاحة الفرصة لجميع المثقفين للمشاركة وتقديم رؤاهم.