يعد انتقال عدوى كورونا دون أعراض عنصرًا محيرًا في مواجهة أي مرض معدى، حيث يصعب تحديد الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض ويصعب تحديد مدى شيوع هذه الحالات، وعندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا، فإن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تقدر أن حوالي 35 ٪ من الإصابات لا تظهر عليها أعراض، وأشارت سلسلة من الأبحاث الجديدة إلى أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض يكونوا معديون لفترة قصيرة مقارنة بمن تظهر عليهم الأعراض. وذكر موقع "إنسايدر" الأمريكي أنه وفقًا لدراسة حديثة عن تفشي فيروس كورونا على متن سفينة سياحية غادرت الأرجنتين في منتصف مارس، فإن غالبية الركاب الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس - حوالي 80 ٪ - لم تظهر عليهم أي أعراض. وجدت دراسة أخرى من ووهان بالصين ، أن 42 ٪ من المرضى - 33 من أصل 78 تم اختبارهم - كانوا بدون أعراض. وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات بدون أعراض" ناقل كورونا الصامت"، على الرغم من شيوعهم، قد يكونون معديًا لفترة قصيرة مقارنةً بالمرضى الذين يعانون من الأعراض. وقال أميش أدالجا، باحث في مركز جامعة جونز هوبكنز للأمن الصحي: يمكن أن يكون حامل المرض الذي لا يظهر عليه الأعراض معدياً لمدة 8 أيام فقط، حيث تعتمد قدرة الشخص على نقل الفيروس جزئيًا على حمله الفيروسي: كمية الجسيمات الفيروسية التي يطلقها في البيئة. كورونا و تشير الأبحاث إلى أن هناك اختلافًا بسيطًا في الأحمال الفيروسية بين مرضى الفيروس التاجي الذين تظهر عليهم الأعراض وأولئك الذين لا تظهر عليهم الأعراض. وقال جيجي جرونفال، عالم المناعة وكبير الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي،: "تظهر مجموعة متزايدة من النتائج أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض لديهم نفس الحمل الفيروسي مثل الحالات المصاحبة للأعراض، وهذا يشير إلى أن الانتقال يمكن أن يحدث على قدم المساواة من كل من المرضى الذين لا يعانون من أعراض والمرضى ذوي الأعراض بشكل ملحوظ". ولدى مرضى الفيروس التاجي حمولات فيروسية عالية في الحلق ، وتجويف الأنف ، والجهاز التنفسي العلوي ، مما يجعل الفيروس شديد العدوى.
لكن دراسة ووهان تشير إلى أن مرضى فيروس كورونا بدون أعراض لا ينشروا من الفيروس لفترة طويلة في المتوسط ، حيث وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من الأعراض ينشروا العدوى لأكثر من ضعف مدة المرضى الذين يعانون من الأعراض: 19 يومًا مقارنة بثمانية أيام. ووجد الباحثون أيضًا أن معظم المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض كانوا من النساء في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر.
