واصل جروب "مجانين قصيدة النثر" الأدبى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، الاحتفاء بالشاعر والكاتب الصحفى كريم عبد السلام، رئيس التحرير التنفيذي ل"اليوم السابع"، بعدما خصص اليوم الثلاثاء، يوما لنشر عدد من قصائده المتنوعة على مدار اليوم، احتفالا بصدور ديوانه الأخير "الوفاة السابعة لصانع الأحلام". وقالت المجموعة في تعريفها بالشاعر الكبير: "الأصدقاء الأعزاء يسعدنا أن نحتفى بتجربة مختلفة أخرى تجربة لها رؤيتها الخاصة لقصيدة النثر، تجربة مولعة بالسرد ومع شاعر يؤسس لقصيدة برؤية قاص وقلب شاعر مع الشاعر المصري كريم عبد السلام، وسيكون الاحتفاء يوم الثلاثاء.
ونشر الجروب عددا من قصائد الشاعر كريم عبد السلام، المميزة من دواوينه الشعرية المختلفة، منها:
وكان رأسى طافياً على النيل كانت السماء صافيةً أقسم كانت صافية ، والأشجار تتماوج مع النسيم والعصافير تحجل على أسلاك الكهرباء قبيل الغروب النشالون الثلاثة صعدوا إلى الأتوبيس المزدحم الهادر المتأرجح أحدهم أخرج الموسى وشق جانب أقرب الركاب إليه نزع كبده ووضعه فى علبة ثم قفز وخلفة شريكاه والأتوبيس المزدحم الهادر المتأرجح واصل طريقه السماء ظلت صافية أقسم ظلت صافية والأشجار تتماوج مع النسيم والعصافير تحجل على أسلاك الكهرباء قبيل الغروب وكان رأسى طافياً على النيل وامرأةً فى شرفة ما تحدق فى الأعشاب العالقة بشعرى
قصيدة من لديه أحلام هنا؟
الأحلام سبب تعاستكم وفقركم وهوانكم عليكم أن تتخلصوا منها اقتلوها بأنفسكم اعدموها بأية طريقة كانت أو سلموها لفرق التفتيش ............. من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها اندفعت فرق التفتيش على الأحلام بأقفاصها وسكاكينها وحقنها السامة تجوب البيوت والمحال التجارية والمصانع وتسأل السؤال نفسه: من لديه أحلام هنا؟ هل عجز أحدُكم عن قتل أحلامه؟ نحن جاهزون للمساعدة ثم يتسلمون الأحلام القليلة التي مازالت على قيد الحياة يضعونها في أقفاصهم المحكمة ويمضون
قصيدة نائمٌ فى "الجوراسيك بارك"
أنا صانع ألفاظ يا ابنتى أتذكرين الرجل الجالس أمام بيته، يشذب أكواما من جريد النخيل، ثم يقسمها إلى أعواد بيضاء ويصنع منها أقفاصا؟ أنا أشبهه أو هو يشبهنى تنجرح يداه من حسك النخيل وتنجرح يداى من شظايا الكلمات يتجاهله العالم المتمدين، الذى يعبئ الأشياء فى أكياس من البلاستيك السام ويتجاهلنى العالم الذى يزهق أرواح الألفاظ لكنى أصدق يا ابنتى أن هذه الألفاظ التى ترينها بين يدى مقدسة وأنها سرعان ما تسترد أرواحها من جديد مثل الطيور المغردة التى تلمح من يخرب أعشاشها فتصيبه فى عينيه مثل الأم التى تربى أبناءها على الصدق وتنام دون عشاء مثل عينيك يا ابنتى وهما تنظران إلى فأعرف كم أنا قوى وقادر
قصيدة الظل
أنا لا شيء يا سيدى هل تسألني من أنا ؟ أنا تراب الشارع أبى الرصيف وأمي الحديقة أنا الفقير فقراً طاحناً أموت مع كل تجشؤ للصوص مع كل لفتة لقطاع الطرق مع كل إيماءة للنهابين أموت مع الشروق الواعد ومع انكسار الشمس الحارقة مع اللسعة الخفيفة للبرد ومع النهار الصحو .......... أنا مجرد شبح يا سيدي ، لا تصدق وجودي أنا الشرير في القصص المروية للأبناء الأصحاء أنا الصورة السوداء في أفلام الكارتون أنا الظل يا سيدى هل تقبض على ظل جائع تافه نحيل لأنه تكوم تحت شجرة ؟ هل تسجن خيالاً لأنه تشبث بالأرض ؟ ............ مخطئ مخطئ يا سيدى من يتشبث بالحياة القصيرة قبل أن يلفظ أنفاسه إلى جوار الكلاب وصناديق القمامة ماذا تود يا سيدى أختفى؟ يكفى أن تنفث دخان سيجارتك في وجهى لتزول ملامحي أن تغرس سبابتك في ضلوعي لتتحطم على الفور أنا شطب في وسط الجملة زائد ومهين للنظر كم هو صعب أن تكون مهيناً للنظر يا سيدى لكن ، سرعان ما أضيع تحت كوبرى فوق قطار سريع أو في مياه النيل حيث أتبع أقراني الطافين فيشيح عنى الشاب المشغول بالهجرة والفتاة المتشبثة بيد خطيبها والمرأة المسرعة إلى العمل والرجل الذى يفكر في إطعام أبنائه كما نشر الجروب قصيدتين صباح اليوم، ضمن برنامج الاحتفاء بالشاعر كريم عبد السلام هم : الأولى بعنوان "حزن ما بعد الغرام":
فى أحد الأفلام رأيت أخا مجرما يتعرف على أخيه الغنى لأول مرة
فيقرر أن يقتله وأن يأخذ الفراغ الذى يدور فيه ، رأيت الغنى يقاوم ، مدافعا عن فراغه عن ماله وزوجته وبيته ، لكن ماذا لو تمددت على سريرى وتركت لك ما تريد أن تحوزه لحماً مراً وقلباً قتله الإعياء والسأم ، خذ الأفكار اللامعة التى لم تر النور بعد وخذ هذه السامة التى لن تستطيع تحملها
ما الذى سيحدث ؟ سألتهم طعامى بشراهة أكبر سأشرب كل ما أستطيع من البيرة وأضاجع كل من أقابل من النساء سأجلس إلى الورقة البيضاء وأضع ما حلمت به طوال السنوات الماضية ما مر أمام عينى كالبرق وما كنت أطرده عندما يعبر بى أنت تريد كبدى يا أخى خذ كبدى تريد قلبى انهشه مرة واحدة تريد ذراعى وصدرى وعينى وأذنى وسائر حواسى هى لك لن أساومك ولن أتضرع إليك عندما تأتى يا أخى ستجدنى جاهزا فى انتظارك أسلمك حقيبتك المليئة بالحجارة
"الوفاة السابعة لصانع الأحلام" هو الديوان الرابع عشر فى مسيرة الشاعر كريم عبد السلام، الذى أصدر أول دواوينه عام 1993 عن دار أدب الجماهير بالمنصورة تحت عنوان "استئناس الفراغ"، وبعده توالت الأعمال الشعرية التى حفرت للشاعر مكانته المتميزة فى سياق قصيدة النثر المصرية والعربية "بين رجفة وأخرى" 1996، "باتجاه ليلنا الأصلى" 1997، "فتاة وصبى فى المدافن" 1999، "مريم المرحة" 2004، "نائم فى الجوراسيك بارك" 2006، "قصائد حب إلى ذئبة" 2008، "كتاب الخبز" 2010، "قنابل مسيلة للدموع" 2011، "أكان لازما يا سوزى أن تعتلى صهوة أبى الهول"2014، "مراثى الملاكة من حلب" 2015، وكان رأسى طافيا على النيل " 2017، "ألف ليل وليل" 2019. كريم عبد السلام مجانين قصيدة النثر وكان رأسى طافيا على النيل الظل حزنُ ما بعد الغرام الموضوعات المتعلقة "مجانين قصيدة النثر" تحتفى ب كريم عبد السلام ب"حزن ما بعد الغرام" و"أخى السرطان" الثلاثاء، 05 مايو 2020 02:22 م "الوفاة السابعة لصانع الأحلام".. ديوان جديد للشاعر كريم عبد السلام السبت، 09 نوفمبر 2019 10:00 ص كريم عبد السلام: شربل داغر يخلص القصيدة من "الغناء" ويصنع "بيجماليون" جديدة الأحد، 15 سبتمبر 2019 08:55 م طبعة إلكترونية على منصة أمازون لديوان كريم عبد السلام "مراثى الملاكة من حلب" الأحد، 26 مايو 2019 07:48 م