آن لليل أن ينجلى وللظلام أن ينقشع لتبدو الشمس أعلى البيوتات والدور، أزِفَ الرحيلُ لطير الشوق، أقبل يوم جديد بحلة جديدة، انزع الأصفاد عن عقلك وحطم أغلال فكرك وامنح نفسك دقائق معدودات، ترنو بروحك نحو ذكرى حالمة أو كلمة رقراقة فتُسر سروراً وتبدى نواجذك ضاحكاً متهللاً، أو ألم أطبق فتتساقط قطرات الدمع من مقلتيك، حزناً وكبداً...على ما ألم وأطبق..المهم لا تتوقف انطلق بفكرك وحرره، لا تكن متعجرفاً فكرياً، اطرح عن عقلك جموداً وصدوداً، تحدث إلى نفسك لا تخفى سراً عنها فهى أبد الدهر خيرُ حافظ.. قل لنفسك آن الأوان لألقى بحجر ثقيل فى مياه الفكر الراكدة، سأخرج إلى النور من جديد، سأستنشق هواءً نقياً، سأداعب الطبيعية، سأمر بأطراف أناملى على زهرة متفتحة يتساقط منها الندى، اليوم لن أهديها لغيرى بل سأقدمها هدية لنفسى فمنذ أحيان لم أُهديها شيئاً، سأبتسم للطير والشجر، سأنأى بنفسى بعيداً عنهم.. سأحرق كل الذكريات القديمة، لن أعود.. سألملم بقايا نفسى، بعيداً بعيداً.. سألتقط ريشتى ومحبرتى لأخُط، على صفحة جديدة، بداية لحياة جديدة بلون واحد لا تتشكل لتجامل ولا تتلون لتحابى ولا تتغير لتنافق..