حضر وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى افتتاح معرض "المدينة الشبح" الذى بدأت فعالياته أمس الأحد فى التاسعة مساء بمركز سعد زغلول الثقافى. المعرض يقيمه فنانون مصريون هم نهلة مطر ومروان فوزى وطارق مأمون ودعاء قاسم مع مجموعة من الفنانين السويسريين تحت رعاية المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهيلفتسيا" ويقدمون خلاله مشروع "الذاكرة الثقافية الموسيقية" الذى يقومون خلاله بعمل تجهيز تصوتى للذاكرة الصوتية لمدينة القاهرة من خلال منظور متنوع للمؤلفين المصريين والمؤلفين السويسريين، ويستمر المعرض لمدة شهر. وقام الفنانون المشاركون فى هذا التجهيز الصوتى بتسجيل الموات الصوتية المستخدمة فى المعرض فى مدينة القاهرة فى الفترة من يناير حتى يوليو 2011، وشارك المؤلفان الموسيقيان أحمد الحناوى وعمرو العقبة فى إعداد عروض صوتية مرتبطة بالمشروع. تقول الدكتورة نهلة مطر، إن التجهيز الفنى يتعامل مع الزمن والمكان بطريقة مختلفة، عن البرامج المعتادة التى تبدأ بموعد معين، وتنتهى بموعد معين، لافتة إلى أن الفنان الذى يقوم بهذا التجهيز يهتم بتقديم "نظام" يجعل المشاهد فيه غير متقيد ببداية ونهاية وفى نفس الوقت يشعر ببعض الدلالات ويتلقى بعض الإشارات التى تفيده أثناء مشاهدته لهذا التجهيز. حاولنا أن نبحث عن أصوات تعبر للناس عن أشياء لأن القاهرة ثرية جدا بكل الأصوات هكذا تؤكد نهلة مطر لافتة إلى أن أكثر الأصوات التى يمكنها أن تكون مثيرة للإزعاج، هى الأصوات التى من الممكن أن يتلقاها الناس على أنها مقطوعات موسيقية، قائلة: جمعنا أصوات كثيرة لأن جزءا من المعرض يهدف لتوثيق أصوات القاهرة، ولا نهتم فقط بأن نقول إن هذا الصوت ينتمى للعام الفلانى، بل أيضا مكان الصوت الجغرافى، وعندما ذهبنا للتسجيل فى مقياس النيل، سجلنا لمراكبى بيخبط على قاربه من أجل صيد السمك، وهذا صوت قديم ينتمى لمصر الفرعونية لأنها نفس عادة القدماء فى صيد الأسماك، فهذا التسجيل سيوثق لهذا العادات المصرية وللمدينة. وعن اسم المعرض، تقول مطر: المدينة الشبح نعنى به المدينة المختفية داخلنا، وهى المدينة القديمة التى كانت موجودة أيام الفراعنة، فهو التصور الشخصى للمدينة، كما يشعر بها كل فنان فى المعرض. وعن مشاركة الفنانين السويسريين تشير مطر إلى أنهم قاموا بتأليف مقطوعات موسيقية عن رؤيتهم لأصوات القاهرة، ومن ذلك قامت الفنانة فرانشيسكا باومن بتأليف مقطوعة موسيقية مع "الكلاكسات" التى سمعتها فى القاهرة، أما ألفريد تسيمرلين فقدم مقطوعة موسيقية عن شروق الشمس فى مصر وفى زيورخ، من أصوات مصرية وسويسرية، بنغمة عالية التردد.