ما يحدث لمبارك.. آية من آيات الله.. لا تقل عن الآيات التى أظهرها الله لمن شكك فى قدرته.. وأقول لكل متعاطف مع مبارك: إن الحب الذى يحظى به مبارك فى قلبك لن يكون أكثر من الحب الذى حظيت به فاطمة الزهراء عند أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك قال النبى لأسامة لما طلب منه أن يقبل شفاعته فى رجل شريف سرق وهو يستشيط غضبا .. أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة (إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) وفى إقامة حدود الله .. طلب الله من عباده الحزم وعدم اللين فقال .. ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .. المسلم ينبغى أن يكون رحيما كل الرحمة فى المواضع التى تقتضى الرحمة، وأن يكون حازما كل الحزم فى المواضع التى تقتضى الحزم .. وفى تطبيق العدل على الناس حكمة حيث إن القاتل إن لم يقتل سيتفشى القتل ولذلك .. القتل أنفى للقتل .. وفى التعاطف مع المجرم قال الشيخ الشعراوى .. لا تنظر إلى عقابه ولكن أنظر إلى جريمته .. أيها المتعاطف .. مهما كانت العقوبة قاسية فتذكر أن المجرم هو الذى جلبها لنفسه عندما ارتكب الجريمة، ولم يفرضها أحد عليه.. أريد أن أسأل كل أب متعاطف مع مبارك وأتمنى أن يجاوبنى بصدق: لو خرج ابنك ينادى بالعيشة الكريمة لكل المصريين ثم عاد إليك وجثته أشلاء ماذا كنت ستفعل؟؟ أريد أن أسأل كل شاب متعاطف مع مبارك وأتمنى أن يجاوبنى بصدق .. لو أن أخوك خرج ينادى بحياة كريمة لك وله ولكل شباب مصر ثم عاد إليك يخترق الرصاص جسده ورأسه ودمه يسيل بين يديك ماذا كنت ستفعل؟؟ أريد أن أسأل كل إنسان يقول نعفو عن مبارك لتقدم سنه وأتمنى أن يجاوبنى بصدق: لو علمت أن زوجتك اغتصبها رجل فى سن مبارك هل كنت ستعفو عنه لتقدم سنه؟ وأقول للمتعاطفين مع مبارك.. الشهداء أولى بتعاطفكم.. استشهدوا برصاص الغدر كى تعيشوا عيشة كريمة لا كى تقولوا .. أحنا أسفين ياريس.