وقوف أى متهم أمام القاضى لمحاكمته أمر لا يدعو للخوف أو الارتباك حيث تتيح المحاكمة لأى متهم الدفاع عن نفسه وعرض حجته أمام القاضى، وقد كانت هناك محاكمات شهيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر محاكمة صدام حسين الرئيس السابق للعراق ورغم أنها انتهت بإدانته والحكم عليه بالإعدام إلا أنها خلدت الرجل كمناضل صلب فى وجه الصلف والكبرياء الأمريكى، وعند تنفيذ حكم الإعدام ظهر الرئيس السابق شجاعا لا يهاب الموت، ونطق بالشهادة بكل عزة وكبرياء، وعرى مخالفيه وبين عوراتهم عندما قاموا بتصويره، ومهاجمته أثناء إعدامه ويكفى الرجل تخليد التاريخ له كمناضل لم يخف الموت. حارب ولم يجبن وواجه الموت بشجاعة هذا بالرغم من اختلافى معه فى احتلاله للكويت، والمحاكمة الثانية هى محاكمة رئيس الوزراء السابق الدكتور نظيف فى الاتهام بتبديد الأموال العامة فى قضية اللوحات المعدنية، ورغم أنه أدين وعوقب بسنة حبس مع إيقاف التنفيذ إلا أن دفاعه عن نفسه أمام المحكمة وكلامه عن توفير أموال كثيرة للدولة من خلال رفع الاحتياطى من العملات الصعبة وقيادته الناجحة لجعل مصر فى مصاف الدول المتقدمة فى مجال استخدام شبكة المعلومات والاتصالات نال إعجاب الكثير وكسب تعاطف الجماهير التى تابعت المحاكمة، وأعتقد أنه كسب تعاطف المحكمة أيضا والدليل على ذلك هو الحكم المخفف الذى حصل عليه، من الأمثلة السابقة وغيرها يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الوقوف أمام القاضى فرصة للمتهم لإظهار براءته من التهم الموجهة إليه، وعرض حجته أمام المحكمة والشعب فلماذا إذن كان يخاف الرئيس السابق حسنى مبارك من المحاكمة؟ أنا كلى ثقة فى قضائنا العادل ومتأكد أنه سيحاكمه بما يرضى الله أولا ويثلج قلوب شعب مصر ثانيا لأن المحاكمة ستظهر كم قدم هذا الرجل لمصر خلال سين عاما كمحارب وسياسى. نحن لا ننكر أن هناك أخطاء حدثت خلال فترة حكمة وهناك مكاسب وإنجازات لا أحد يستطيع إنكارها هى الأخرى والذى يستطيع الحكم هو القاضى لأنه هو المخول بذلك وبصرف النظر عن الحكم النهائى للقضاء وبعيدا عن الوقوف مع أو ضد الرئيس السابق أستطيع أن أقول أن المحاكمة ستكون فى صالحه.