أكد أحد مسئولى مناسيب المياه بهيئة السد العالى، أن منسوب المياه أمام السد انخفض فى شهر أكتوبر إلى 2 سم مكعب، أى ما يعادل 120 مليون متر مكعب خلال هذا الشهر. وفى تصريحات خاصة لليوم السابع، أكد أن الانخفاض فى منسوب مياه النهر والمخزون الموجود خلف السد، سيستمر إلى شهر فبراير المقبل، وسيكون معدل الانخفاض ما بين 2 و3 سنتمتر مكعب. وأشار المصدر الذى رفض ذكر اسمه أن بحيرة ناصر، وهى الخزان الرئيسى للمياه فى مصر، بها ما يكفى مصر من المياه لمدة 15 عاماً قادمة، وأنه لا خطورة من انخفاض المياه لأن الانخفاض لم يصل إلى مرحلة الخطورة التى يمكن الحديث عنها. بحيرة ناصر تمتد على مساحة 500 كيلو متر مربع وبعمق 178.80 سم، تعتبر الخزان الأول للمياه إلى جانب مفيض توشكى (ليس له علاقة بمشروع توشكى الزراعى)، وهو المفيض الذى يتم تصريف المياه منه إلى شريان النيل، والتى تأتى إليه المياه من خزان المياه خلف السد من خلال 36 بوابة يتم فتح 6 بوابات بالتناوب يوميا، ويكون تصريف المياه من السد إليها بشكل علمى منظم يوميا حسب المخزون المتواجد يوميا. انخفاض منسوب المياه اعتبره خبراء المياه كارثة بجميع المقاييس فى مصر، حيث إن نهر النيل شريان الحياة لجميع المصريين ويوفر 95% من إجمالى المياه التى تحتاجها مصر للأنشطة الزراعية، والصناعية والاقتصادية، وذلك حسبما أكد الدكتور أحمد فوزى خبير الموارد المائية. المعروف وحسب الدكتور فوزى، أن منسوب النيل يرتبط بالأساس بما يسمى بالإيراد المائى، وهى المساحة الواصلة من دول حوض النيل ومرتبطة أيضاً بالمنصرف من المياه التى نستخدمها فى الزراعة ومياه الشرب والصناعة. د. أحمد فوزى دياب خبير المياه، أوضح أن الانخفاض والارتفاع فى المنسوب المفترض أن علاجه فى بحيرة ناصر التى تخزن المياه. وأن التصريف المائى لمخزون المياه فى بحيرة ناصر يكون بتعليمات من وزارة الرى فقط، ولا يجوز لهيئة السد التصرف فيها بدون الرجوع للوزارة، كما قال المهندس عبد المنعم حمزة مساعد وزير الرى والموارد المائية، وهذا التصريف يتفاوت من شهر إلى آخر، فمثلا كان التصريف منذ شهر مارس الماضى، وحتى يوليو من العام الجارى 200 مليون متر مكعب مياه، وكان ذلك مرتبطا بنوعية الزراعات، فقد كانت تلك الفترة مرتبطة بزراعات الأرز، وعندما يقل منسوب المياه أو التصريف، ليس معناه وجود خطورة أو أزمة. حمزة نفى أن يكون هناك ضغوط على مصر من دول حوض النيل، فحصة المياه لمصر معروفة ومقدرة باتفاقيات دولية، وهى 55 مليار متر مكعب سنويا ولا يمكن أن تكون النسبة القادمة يوميا واحدة، فمثلا يكون الوارد فى أيام يتجاوز 40 مليون متر مكعب، وهذا أيضا مرتبط بالفيضان لدول المنبع. يذكر أن حوالى ثلث سكان مصر يتمركزون بدلتا نهر النيل التى لا تمثل سوى 2.5% من مساحة مصر الكلية، وهو أكبر دليل على عدم قدرة المصريين على الحياة بعيداً عن النيل.