أعجبتنى طريقة الدكتور على الدين هلال فى الاجتماع الأخير الذى عقدته أمانة الإعلام وحضره السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى، وطرح فيه هلال ما تم إنجازه من عمل بأمانة الإعلام، وهو ما يؤكد أن الحزب بدأ يتطور بل يغير جلده الإعلامى ليواكب الحداثة، بعد عقود طويلة من التخلف عن هذه الآليات، فموقع الحزب وصل عدد زواره إلى 5 ملايين زائر، وأن الموقع له جانب خبرى وآخر تفاعلى مع المواطنين، ليس فقط هذا هو الإنجاز، بل وصل إلى أن الحزب استخدم أدوات العصر فى المحافظات، فله ثمان مواقع إلكترونية لأمانات المحافظات التى كان آخرها بالمنيا، بل الحزب تفاعل مع "الفيس بوك" أيضا وله أكثر من مجموعة أهمها "شباب بيحب مصر"، بالإضافة إلى نشرتين دوريتين تصدران عبر الإنترنت ويتم توزيعهما على 179 ألف بريد إلكترونى. أيضا راديو على الإنترنت يبث4 ساعات يوميا، هذا إلى جانب جريدة "الوطنى اليوم" و16 جريدة شهرية فى المحافظات. والمهمة الرئيسية لأمانة الإعلام هى التسويق والترويج السياسى لسياسات ورؤى ومواقف الحزب، فلن تستطيع التسويق والاتصال إلا إذا كان من يقوم بهذا العمل مقتنع ومؤمن بما يدعو إليه، والمشكلة فى اعتقادى الشخصى أن بعض ممن ينتمون للحزب ليسوا مؤمنين أو مقتنعين وندعو الدكتور على الدين، إلى مراجعة كل أمانة على حده، والتعرف على الصالح والطالح من أمناء الإعلام، بل إن بعضهم يتعرض لضغوط من أمناء المحافظات تعوق عملهم ولابد من حل مشاكلهم، ليس هذا فقط بل تحرى المعارك الطاحنة بين كتاب الوطنى ذاتهم، والتى وصفها الأمين العام بالتنافس المهنى، وتأثيرها على صورة الحزب. لن يستطيع إعلام وأمانة الإعلام بالحزب، كشف الافتراءات والزيف الذى يقال على الحزب طالما هناك من يرى أن الحزب والعمل به واجهة اجتماعية أو سبيلا للوصول لكرسى رئاسة التحرير، فهؤلاء يجعلون الحزب فى موقف رد الفعل أو صد الهجوم فقط، فلابد من السير نحو صياغة خطاب إعلامى هجومى مبنى على المعلومات والشفافية. يا دكتور على، قدرك أن تتحمل أوزار وأخطاء كل أعضاء الحزب وحكومته، قدرك أن تغسل أخطاء من سبقوك فى الحزب عبر تراكمات الزمن من أيام الاشتراكية وحتى الآن، نعلم أنك ترحب بالاختلاف فى الآراء وفى تقديم الاجتهادات فى المشكلات وتقول: من لديه وجهة نظر أو رأى فليقوله، ولا نزعم الحكمة والقداسة لحلولنا التى نقدمها بل نقول أنها حلول أكثر واقعية وهى المناسبة للظرف الحالى وليس لدينا ما نخفيه أو عورة نتستر عليها فنحن حزب يحارب الفساد وحزب العدالة الاجتماعية "مفيش على رأسنا بطحة". لكن المشكلة أن بعض الأقلام لا تتفهم هذا الفكر الجديد للإعلام بالحزب، ومازالوا يعيشون عصر الاتحاد الاشتراكى، فمن يختلف معنا فهو ليس منا وقد يحل دمه. الفكر الجديد فى الحزب الوطنى الذى بدأ عام 2002 أثبت نجاحه بعد أن أكد على أن الاختلاف فى وجهات النظر لا يعنى التشابك بالأيدى، وهذا ما يؤكد عليه صفوت الشريف الأمين العام للحزب، إنما هو حوار فكرى بين متعارضين فى وجهات النظر لا ينبغى إن يخرج عن آداب الحوار مهما احتد النقاش، لكن البعض من أعضاء الحزب يهربون من المواجهة مع المعارضين، وهو ما اعتبره الشريف هروبا متعمدا لا ينبغى أن يحدث. الاعتراف بالقصور أول وأهم سلمة للصعود نحو التصحيح، فالطريقة التى تحدث بها هلال عن وجود قصور أو حتى فشل فى بعض الجوانب جعلتنى أتأكد من وجود حديث إعلامى جديد.