ضبابية المستقبل وشفافية الواقع المرير

الضباب الحالى الموجود بوفرة مع الحكومة المؤقتة الحالية يوحى بمزيد من التوتر وعدم الاستقرار، فالحكومات الثورية لا يجب أن تكون مرتعشة، فالانفلات الأمنى المتواصل لم يعالج ومشاكل الصحة، وكادر الأطباء لم يفّعل، والعشوائيات المنتشرة بطول مصر وعرضها - عرضها اللى نهشه النظام البائد - لم يتم البدء بعد فى الحل السريع والفورى لها، مشاكل مصرية خالصة بدايتها التعليم وليس آخرها الصحة والأسعار، ولم تقوَ حكومة شرف على حل ولو جزء بسيط منها حتى يكون بارقة أمل للمستقبل الذى تتمناه المحروسة ويرجوه ثوار الميدان.
تتعامل الحكومة الحالية مع التركة المباركة ما بعد الثورة، كما يتعامل النعام عند خوض معاركه فيدفن رأسه فى الرمال، وما أكثر الرمال الآن.
الدكتور عصام شرف الذى جاء من الميدان وبالميدان تولى قيادة سيارة مصر المفخخة - بفعل زبانية مبارك - لم يقوَ على خوض المعركة ولم يكن عند حسن ظن الثورة أو الثوار، فجاء الرجل المناسب فى الوقت والمكان غير المناسبين وانحرفت سيارة الوطن عن الطريق، أو لنكن منصفين لم تتحرك السيارة من موقعها، وبدأت تتراجع للخلف قليلا – حتى لم يكلف خاطره هو أو وزراء حكومته وارد الحزب الوثنى المنحل يشدوا الهاند بريك.
أما عن الشفافية فحدث ولا حرج تباطؤ فى اتخاذ القرار وتنطع فى حل أبسط مشاكل المواطن الأمن؟ أين الأمن؟؟ آلو يا شرف-على غرار الو يا أمم لتوفيق الدقن.
أين نجد الأمن المصرى؟ طيب لو عاوز أبلغ البوليس عن حادثة أتصل بإستاد القاهرة أو الكلية الحربية مثلا عشان ألاقيهم!!!!!
الواقع الآن بيأكد بكل جزم أن حكومة الدكتور شرف فشلت ولو استمرت أكثر من ذلك ستفشل الثورة – اللهم إلا إذا كانت الثورة لم تفشل بعد - الحل الآن وبسرعة تامة إعطاء مريض صدمات كهربية متتالية سريعة لإعادة تنشيط القلب من جديد هو تنحى الكل جانبا الآن، ويعود الجيش بمجلسه العسكرى إلى الثكنات، كما اعتادوا وتنقية الأجواء من أطماع الأحزاب السياسية والدينية وأيضا الجماعات وليتولى الثوريون عجلة القيادة قبل أن ترتطم السيارة بصخرة الواقع المرير على آخر الطريق، وليرحم الله شهداءنا اللى رووا ومهدوا بدمائهم الطريق لمصر ولقائدها القادم حتى لا تستمر الضبابية فى التعامل مع الواقع، لابد من وقفة قليلا مع الملفات المصرية وسرعة تفنيدها لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولملمة بقايا مصر للحفاظ أو حتى التظاهر بالحفاظ على حضارة السبعة آلاف سنة أمام العالم.