ماذا نريد من مصر الجديدة ؟.. وكيف نصل إليها.. ونعبر المرحلة الانتقالية بأسرع وقت ممكن.. وبأقل خسائر ممكنة؟ فى تصورى أن مصر الجديدة تحتاج إلى أربع خطوات هى: 1- إجراء الانتخابات العامة فى موعدها، بمعنى إجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى فى نهاية سبتمبر، حسبما جاء فى خريطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للفترة الانتقالية، يعقبها فى ديسمبر أو يناير على الأكثر انتخابات رئاسة الجمهورية. هذه الخطوة تعنى بكل وضوح انتهاء الفترة الانتقالية، ومن ثم عودة السلطة إلى أصحابها الشرعيين، أى انتهاء الحكم العسكرى، والعودة إلى الحكم المدنى حيث يحكم الشعب نفسه بنفسه. 2- صياغة تحالفات سياسية لخوض الانتخابات على أساس التماثل السياسى، بمعنى أن تتحالف التيارات السياسية المتشابهة والمتناغمة، الليبراليون فى قائمة واحدة.. واليسار فى قائمة.. والقوى الدينية فى قائمة ثالثة.. وهكذا. وميزة هذه التحالفات أنها ستجعل الانتخابات البرلمانية تجرى على أسس سياسية، وتقل فيها العوامل القبلية والعائلية، وتعطى المواطن فرصة للاختيار بين برامج وأفكار سياسية مستقرة، بعكس التحالفات الفضفاضة التى يأتلف فيها الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والتى تؤجل مراحل النضج الديمقراطى. 3- عدم الاستعجال فى صياغة الدستور، وتركه للبرلمان والرئيس القادم، ولا أعتقد أن البرلمان القادم سيمنح أى فصيل سياسى أغلبية، وبالتالى لن يتحكم حزب أو جماعة فى صياغة الدستور، كما أن إعداد دستور جديد بعد الانتخابات يمنحنا فرصة للمناقشة العامة الواسعة عليه قبل صياغته، ومن ثم طرحه للاستفتاء العام، أى أن المرجعية النهائية لاعتماد الدستور من عدمه ستكون للشعب وهو مصدر السلطات. 4- إعادة تشكيل حكومة انتقالية جديدة لحين تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات، ويكون خطاب تكليف الحكومة الصادر من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة منصب على أهداف محددة على رأسها، استعادة الأمن، والتعامل مع الوضع الاقتصادى الحرج، وتحقيق العدالة الناجزة فى المحاكمات الخاصة بقتل المتظاهرين والاعتداء على المال العام. قد تكون هذه الأفكار مجرد خطوة على الطريق، وبالطبع هناك من يفكرون أفضل منى، لكن المهم أن نحدد الأولويات بأقصى سرعة، ثم ننطلق إلى مصر الجديدة المستقرة الآمنة التى يحكم فيها الشعب نفسه بديمقراطية.