كتبت فى مقالى الثانى على صفحات «اليوم السابع» رسالة إلى منصور العيسوى -وزير الداخلية- أسأله فيها الرحيل، لكونه أحد المسؤولين مسؤولية مباشرة عن أحداث العنف التى تحدث فى مصر فى فترة توليه منصبه، وقد كانت أسبابى- وقتها- تنحصر فى عدم قدرته على إدارة المؤسسة الأمنية، إضافة إلى تسببه فى كثير من الأحداث التى شهدتها مصر بسبب إبقائه على عدد كبير- للغاية- من المجرمين والقتلة الذين قتلوا وعذّبوا وقمعوا المواطنين قبل الثورة وأثناءها وبعدها، أما الآن فلن أطالبه بالرحيل ثانية، بل إننى أعده بأن يكون عن قريب رفيقاً لسلفه المجرم حبيب العادلى، وهذا فى رأيى ليس تجنيًّا عليه بأية حال، بل إننى أعرف أن المجال هنا لن يتّسِع لقول كل ما بداخلى وبداخل الكثيرين تجاهه بعد تكرار جرائمه وحماقاته. العيسوى «الخليف» الأكثر تجبرا من سلفه كان «زبانيته» ينهشون فى لحم أبناء الوطن، ويقتلونهم بشكل انتقامى لا يصدر إلا عن مجموعة من القتلة المحترفين الذين يشعرون بضرورة الثأر من هؤلاء «الثوار» الذين كسروا شوكتهم، وأذلوهم بعد طول تجبّر وعتى. استخدم ما استخدمه العادلى من قبل «نفس الوصفة الغبيّة من قنابل غاز مسيلة للدموع، رصاص مطاطى، طلقات خرطوش، والمولوتوف، وغير ذلك من أدوات القتل والتخريب ضد أبناء هذه الثورة. ليس العيسوى وحده الذى يستحق الإقالة والمحاكمة بتهم القتل والشروع فى قتل المتظاهرين فى التحرير، إنما يجب أن يصحبه «عصام شرف» بسبب ذات التهم ليتحمّل مسؤوليته التى قبل بأن يحملها أمام الجميع، وكان يمكنه أن يخرج عن دائرة المساءلة إن كان استجاب لنداءات وصرخاتٍ تطالبه بالعودة للميدان، بدلاً من الاستمرار فى خداع الناس ولعب دور البطل الثورى الحنون. العيسوى وشرف وكل من أجرم فى حقِّنا وحق أهالى الشهداء الذين تم الاعتداء عليهم وسحلهم، سيلحقون جميعاً بمن سبقهم، وسيندمون أشد الندم على كل جرم ارتكبوه ليكونوا هم العبرة، طالما أنهم لم يعتبروا بمن سبقهم. الثورة مستمرة رغماً عن كل المجرمين. المجد للشهداء.. النصر للشعب.