فى كلمة طغى عليها المديح تمنى السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية، لعمرو موسى، الأمين العام، فى حفل تكريمه بمناسبة نهاية ولايته للجامعة العربية، التوفيق فى مسعاه لرئاسة مصر قائلا "نتمنى لك حياة كريمة وتمنياتنا لك بالتوفيق فى مشروعك المستقبلى، فمصر فى حاجة إليك والوطن العربى لايمكن أن يستغنى عن إسهاماتك". وعاهد بن حلى موسى والذى ناداه ب"أبوحازم" – فى إشارة إلى قوة العلاقة بين موسى ونائبه – بأن يواصل كل فريق الجامعة العربية العمل الجاد مع خليفته الدكتور نبيل العربى، الذى رحب به قائلا "نعمل معه بنفس العزيمة الثابتة التى حركتها فى نفوسنا ونجدد لك شكرنا وتقديرنا لكل ما أضفته للجامعة، فأنت رجل الدولة، الذى يضيف أينما كنت خاصة أنك تحظى بحب الناس وتقديرهم". وأوضح نائب الأمين العام أن موسى فتح أمام الجامعة الأبواب الموصدة لتثبت مصداقيتها لتؤكد حضورها، وتحول اسم عمرو موسى رخصة مرور لدبلوماسيى الجامعة للمرور لكافة المنابر والمحافل الدولية، قائلا "لذلك أنا على يقين أن التاريخ سينصفك لمبادراتك وإصلاحاتك وماقدمته من جليل الأعمال لوطنك العربى الذى يعيش ربيع الديمقراطية، والتى كنت أحد المبشرين بها". لافتا إلى أنه أدار الجامعة فى بحر ملىء بالعواصف ببراعة الربان الماهر والدبلوماسى البارع والشرس أحيانا وعند اللزوم، وأضاف قائلا "حضرت معك فى عدة مناسبات فى حوارات تصادمية مع قادة عرب لم يتعودا على صدقك فى القول، وكان همك تأكيد وحدة الموقف العربى وإعلاء سقفه مهما كانت المعوقات الداخلية والخارجية". مشيرا إلى أن موسى نجح فى الدفع بدماء جديدة للأمانة العامة وتركها تحتوى على سلك دبلوماسى عمل على توجيهه ليعمل بانسجام وروح الفريق الذى يفتقده العالم العربى، كما وفر موسى لهم كل مقومات العمل ولم يبخل عليهم بتجربته الدبلوماسية، وحرك العمل العربى المشترك فى كل المجالات الثقافية والاجتماعية، وأضاف أجندات جديدة. وقال بن حلى "أضفت الوعى الشعبى لاستحداث البرلمان العربى وإحداث دور لمنظمات المجتمع المدنى وإطفاء حرائق الملفات العربية ووضعت الجامعة كمنظمة إقليمية محترمة وأقحمتها فى الملفات الدولية وأصبحت حاضرة ومشاركة فى قضايا السلم والأمن والتعاون الدولى وارتقيت بالتعاون العربى الدولى من خلال المنتديات ومحاربة الفقر والجهل". وتم عرض فيلم وثائقى مُعد من قبل العاملين بالجامعة العربية تضمن الكلمات التى قالها وزراء الخارجية العرب فى آخر اجتماع لهم فى مايو الماضى لاختيار الأمين العام الجديد، تلك الكلمات التى أجمعوا فيها أنهم سيفتقدونه فى مبنى الجامعة متمنين له أن يروه فى أماكن أخرى". وبعد تصفيق حار من الحضور الذى ملأ القاعة الكبرى بمقر الجامعة العربية فى نهاية كلمة بن حلى عقب موسى قائلا "لا أعتقد أن لدى أكثر مما قيل إلا أن أحييكم وأن نتفق سويا على أن الجامعة العربية تقف الآن موقف قوة أمام المنظمات الدولية وأصبح لها دور معترفاً به وأصبحت الجامعة مشاركة فى كل المنتديات الدولية". وشدد موسى على أن العالم العربى سيتغير لا محالة ودور الجامعة العربية يجب أن يواكب الأحداث وأن تدعم حركة التغيير والتطوير فى العالم العربى، قائلا "نعم لقد كان هناك خلافات وقيل إن العرب لايتفقون وكان هناك حساسيات وملاحظات لكل واحد على التانى، ولكن لاشك أن هناك أمة عربية واحدة تتأثر ببعضها ولو لم يكن هناك أمة عربية ما انتشرت الثورات فى العالم العربى بعد حرق الشاب التونسى لنفسه، فنحن أمة واحدة الشعور واحد والآمال واحدة". ولفت الأمين العام فى حفل تكريمه أنه يترك الجامعة وأصبح بها عدد كبير من المتخصصين النشطين الذين يمثلون العمل العربى المشترك أكفأ تمثيل، معربًا عن سعادته بمجموعة الشباب التى ظهرت وتطورت وأصبح عليها طلب من المنظمات الدولية، مؤكدا أن لديه طلبات من المنظمات الدولية للاستعانة بهذه الكفاءات العربية الشابة قائلا "ولولا خوفنا على العمل لكنا أرسلناهم وأصبحوا فى منظمات أخرى، فالمنظمة الآن قوية ماليا وسياسيا والنظرة إليها انتقلت من الاستخفاف إلى الاحترام، وهذه أمانة فى أعناقكم مستوى الكفاءة والحركة للأمام وتمثيل العالم العربى، فهى مسألة ليست متعلقة بأشخاص، وإنما بالجميع، والأمانة العامة حظيت بشخصية كفء الدكتور نبيل العربى، وهو قادر على أن يكون خير خلف للأمين العام الذى يغادر منصبه بعد عشر سنوات"، ووجه كلامه للعربى قائلا "ذكرت للعربى أنى أسلمه منظمة بها كوادر وقيادات وشباب متطلع لأن يحفر لنفسه دورًا، وأن الاستثمار فى الشباب هو استثمار مربح للعالم العربى، وأوصيكم بالسرعة فى الأداء فلاداعى للانتظار إلى الغد، وسأغادر لكن لايمنع أن نكون مدعوين ومشاركين فى عدد من المناقشات إذا اقتضى الأمر".