قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، إن القتال الشرس الجديد الذى اندلع على طول الخط الفاصل بين شمال السودان وجنوبه يثير قلقاً عميقاً بشأن سلامة النوبيين، الضحايا المنسيون للحرب الأهلية التى استمرت لفترة طويلة فى البلاد، والذين أصبحوا مرة أخرى عرضة للهجوم من جانب القوات الحكومية والمسلحين. وأشارت الصحيفة إلى أن القتال قد زاد إلى حد كبير من فرص انهيار اتفاق السلام الشامل الذى أنهى الحرب الأهلية قبل ستة سنوات، وإعادة إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب وإنهاء كل الآمال بانفصال سلمى للجنوب من المتوقع أن يعلن عنه بشكل رسمى فى 9 يوليو المقبل. وتشير الصحيفة إلى تقارير عدة صادرة عن الأممالمتحدة تمكنت من الاطلاع عليها جاء فيها أن انتهاكات حقوق الإنسان أصبحت مألوفة وجزء من الاستراتيجية فى حرب النوبة الجديدة. فهناك عمليات تفتيش فى المنازل يفترض أن من يقوم بها هم عناصر الجيش الشعبى، كما تنتشر عمليات الابتزاز على نطاق واسع ضد المدنيين العزل مع استهداف محدد للقبائل الأفريقية، وسرقة مكاتب الإغاثة. وخلال أربعة أيام أمضتها فى الحرب، حذرت بعثة الأممالمتحدة فى السودان فى تقرير داخلى من أن الأزمة الإنسانية تتفاقم بالفعل، وأن بعثة الأممالمتحدة ليست مستعدة بشكل كاف لمواجهتها، كما أن وكالات الأممالمتحدة غير مستعدة للتعامل معها. وكان القائد النوبى عبد العزيز أدم الحلو قد أخبر وسطاء الاتحاد الأفريقى أن أكثر من 3 آلاف شخص قد اختفوا، إما قتلوا أو غير معلوم مكانهم، وذلك لأنهم نوبيين. وأضاف أن ما بين 400 إلى 500 ألف شخص قد نزحوا من بين إجمالى مليونى ونصف هو عدد سكان جبال النوبة، كما تم قصف أكثر من 50 مدينة.