طالب الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، القوى السياسية إلى تطوير أشكال الحوار المختلفة، بدلا من حالة التنابذ والهجاء والهجوم التى يتعرض لها التيار "الإسلامى والإخوان"، بهدف تشكيل أرضية توافقية تمهد لاستقرار الوطن، والوقوف جميعًا فى وجه من يريدون التفريق والتمزيق والتخويف والتخوين "لأننا كما هدمنا الظلم والطغيان جميعًا، سنبنى المستقبل جميعًا أيضًا بإذن الله تعالى". وقال الدكتور بديع – فى رسالته الأسبوعية بمناسبة عيد جلاء القوات البريطانية عن مصر فى 18 يونيه 1956 – إن طريق الصف الواحد ثم الوعى الكامل والعمل المتواصل للإنتاج والبناء، هو وحده الكفيل بتحقيق الجلاء الداخلى، بعد عهد من الاستبداد والفساد والديكتاتورية وسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، "لنبدأ معاً فى إحياء روح الجلاء لمصر ولشعب مصر، وهو فى طريقه للنهضة واستعادة مكانته السامية بين دول العالم". وشدد بديع على أن أهم أولويات العهد الجديد اتحاد صف الشعب المصرى كله كما كنا فى الثورة المباركة كالبنيان المرصوص، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء الحضارة، لمستقبل يسوده إعلاء لقيم القانون والديمقراطية وحرية التعبير واحترام لحقوق الإنسان والقيم والمثل القويمة وفرص متكافئة لكل المصريين فى وطنهم. وأشار بديع إلى أن "اليوم ونحن على موعد ومعنى جديد للجلاء، بعد ثورة 25 يناير، بما حققته من مكاسب ولا تزال تحققه، من التطهير والشفافية والحرية والكرامة على المستوى الداخلى، وبما تحققه من جلاء المشروع الأمريكى الصهيونى عن مصر، الذى ربطنا به النظام البائد عنوة لمدة ثلاثين عاماً أو يزيد، هذا الجلاء الذى بدأ باستقلال القرار المصرى الوطنى، وبتبوء مصر لمكانتها المستحقة إقليمياً ودولياً". وشدد المرشد العام لجماعة الإخوان على أن "دورنا الحقيقى اليوم يتمثل فى السعى نحو تحقيق مصلحة الوطن، وتخفيف الأعباء التى تحملناها طيلة العهد البائد، ولا يكتمل ذلك إلا بتقديم النموذج العملى، فى إعلاء العمل على القول، فقد انتهى زمن الكلام، وبدأ ميدان العمل والإنتاج والبناء، الذى كنا وسنظل بإذن الله فيه شركاء نتعاون فى الخير ونقف جميعا فى وجه الفساد".