الحلقة الأولى.. "أبطال على أرض الفيروز".. "منسى بقى اسمه الأسطورة"

دماء طاهرة تأبى أرض الأديان أن تخفيها عن أعين الأبطال، وأنفس ما زالت تحيى عند ربها ترى الجنة بنعيماً لم تراه أعين بشراً.
"أبطال من ذهب" عبارة فصلت من رحم بطولات أبناء القوات المسلحة المصرية، أبطال ضحوا بحياتهم فى سبيل الله وحماية وطنهم، فلم يبخلوا بقرة دم لحماية تراب الوطن فالشرف كل الشرف لدماء روت أرض الأديان حماية من تدنيس أهل النار.
"أبطال على أرض الفيروز" سلسلة حلقات يقدمها " اليوم السابع" خلال شهر رمضان المبارك، تبرز تضحيات وبطولات أبطال القوات المسلحة على أرض سيناء العزيزة، وتبرز الحلقات قصص استشهاد رجال الجيش المصرى فداء للوطن وحمايته من تدنيس وخراب، فكانت دمائهم حاجزا لحماية المصريين جميعاً.
وفى الحلقة الأولى نستعرض قصة " البطل أحمد المنسى"


images

ولد أحمد صابر منسي في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977، وتخرج المنسي ضمن طلبة الدفعة 92 من الكلية الحربية بمصر، ثم التحق بالعمل فى صفوف القوات المسلحة وتولى منسي قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وانضم لفريق الكفاءة البدنية بها، وحصل على فرق "مقاومة الإرهاب" لكونه ضابطًا بقوات الصاعقة وتولى منسي قيادة الكتيبة 103 صاعقة، خلفًا للعقيد رامي حسنين، في أكتوبر 2016 كان مشهور بالكفاءة بين زملائه منذ أن كان طالبًا بالكلية الحربية.
فى يوم عيد صعد الشهيد إلى ربه ملبياً.. فكان يوم الجمعة السابع من شهر يوليو 2017، يوم استشهاد العقيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بالقوات المسلحة المصرية.
الشهيد "المنسي" عرف بين أقرانه بمواقفه الصلبة ضد الإرهاب والتطرف ورفضه للتشدد، واستشهد إثر هجوم إرهابي على كتيبته في مدينة رفح، هو وعشرة جنود آخرين.
كان الشهيد " المنسى" يتخذ «حمزة بن عبد المطلب» سيد الشهداء قدوة، فسمى ابنه الأكبر «حمزة»، فصدق الله فصدقه فنال شهادة يجاور قدوته بها.
وعرف عن العقيد أحمد المنسي، حبه للأخرين ومساعدة الغير دون تمييز أو محاباة، فكان حريصا على بلده ومن شدة حبه كان لا يريد أى ما كان أن يمسها حتى وإن ذلك الذى يرمى القمامة بالطريق العام.
أحب "المنسى" الشعر منذ صغره وردد كثيراً "شجرة إنتي يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ"، ووجه "الشهيد" رسالة إلى الإرهابيين قبل وفاته " جزيل الشكر لعدوي اللي أتاح ليا الفرصة بعد سنين من التدريبات إني أواجهه، دخلت أرض الفيروز بأفارولي، وخلاني أصلي في كل شبر فيها، أقسم بالله مالكش عيش فيها طول ما إحنا فيها".
تنبأ البطل " المنسى" بوفاته قبل تسعة أشهر من استشهاده حيث كتب على صفحته الشخصية بموقع " فيس بوك" ناعياً قائده العقيد " رامى حسنين" قائلاً:" فى ذمة الله أستاذى ومعلمى تعلمت على يده الكثير، شهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين.. إلى اللقاء شئنا أم أبينا قريب".