تقى عبد المقصود تكتب: صامتون ولكن !في قلوبهم ألف حكاية

في قلوبهم ألف حكاية
تفاصيل يومهم وحدها تشكل رواية ...
لكنهم يؤثرون الصمت من البداية للنهاية ...

صامتون ولكن !
لايريدون إزعاج الغير بحديثهم ومشاكلهم ؛ يكتمون أوجاعهم داخل صندوق الصمت الرهيب
يلازمون الصمت ويلازمهم كأنه رفيق طفولتهم فقد اعتادوا على تلك الأوجاع الهادئة التى لاتحدث صوتا ولكنها تترك أثرا لايمحى مع الزمن والذى يكون إيلامه أصعب من أى شئ آخر

صامتون ولكن !
ينصتون لك جيدا وكأن ماتقصه عليهم وتحكيه لهم أمرا خاصا بهم ومؤثرا على حياتهم لتجد مشكلتك مشكلتهم ويتحول حزنك الصغير إلى همهم الكبير
فتجد أمامك ذلك الصامت يتحول إلى ثرثار يشاركك همومك ويخفف عنك آلامك بكلمات يزنها جيدا قبل أن ينطق بها
كلمات وقعها على الروح دواء لها

صامتون ولكن !
تشعر بنبضات قلوبهم تتنفض بداخلهم عند الحزن ......آثروا الصمت حتى لايكون جرحهم مصدر ألم لأحبائهم
فتحول الصمت إلى إيثار
الكلمات عندهم لها ثمنها ومكانها أيضا فهم لايطلقونها جزافا ولايتحدثون فيما يضر أو يحزن
فكلامهم دائما طيب كقلوبهم البيضاء

صامتون ولكن !
كلمات الحق لاتكتم ..وأحاديث الغيبة لاتنطق ليتحول الصمت إلى فضيلة
فهم لايمتنعون عن الكلام في موضعه ولكنهم يصمتون عندما تتحول الحياة إلى وحش يهتك بأعراض الناس وحياتهم ليتحول الصمت إلى فضيلة ترتقي بهم في مكانتهم وتزيدهم وقارا على اختلاف أعمارهم


صامتون ولكن !
يظنهم الناس مغرورين ويعتقد البعض نظرة تأملهم نظرة تعالى ولكنهم يرتقون بالصمت إلى عالم آخر وعبادة منسية وهى( التأمل ) لتجد صمتهم يتحول من عادة إلى عبادة
يأخذهم إلى عالم يستقطب فيه الخير بزيادة
أرستقراطيون هم ..جذابون بصمتهم ..رائعون في كلامهم ..مثاليون في تفكيرهم ..خياليون في أحلامهم

*ليس كل صامت مفكر ..وليس كل متكلم سفيه
ولكن موضع الكلم هو الذى يميز الأحمق والنبيه
حينما نعتزل الكلام ونأخذ الصمت لغة للحياة فمجبورون نحن لامخيرون
فالكلمة طلقة نارية إصابتها دائما في مقتل لذلك ..هم صامتون !!