أعرب وفد علماء المصريات بجامعة جورج واشنطن وعدد من علماء الجامعات والمعاهد الأمريكية فى مختلف التخصصات، عن استعداده لبدء حملة دولية لجمع التبرعات لاستكمال بناء مشروع متحف مصر الكبير بالجيزة ومتحف الحضارة بالفسطاط، ومخاطبة الحكومة الأمريكية للتعاون مع الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الدولة لشئون الآثار، لتقديم المساعدات لمصر لإقامة مجموعة جديدة من المخازن المتحفية وإحاطة المناطق الأثرية بالأسوار لحمايتها من التعديات. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار مع الوفد الذى يضم عددا من علماء الآثار المصرية برئاسة الدكتورة ديبرا لير مديرة معهد كابيتول الأثرى التابع لجامعة جورج تاون بأمريكا الذى يزور مصر حاليا فى إطار المبادرة التى وجهها علماء الآثار بالولايات المتحدة للحكومة المصرية، باستعدادهم للعمل مع الجانب المصرى لتقديم المساعدات الضرورية والعاجلة لحماية المواقع والمتاحف الأثرية المصرية طبقا لاحتياجات مصر فى هذا الشأن. تم خلال اللقاء استعراض كل ما يخص برنامج حماية الآثار المسروقة، بالإضافة إلى استعادة الآثار المسروقة والمهربة من مصر، وأوضح حواس أن الآثار المصرية تخص العالم كله، لذلك يجب على العالم أن يتكاتف فى سبيل حماية هذه الآثار. وطلب حواس المساهمة فى بناء 20 مخزنا متحفيا جديدا لتضاف إلى 47 مخزنا جديدا تم إقامتها والعمل على توفير تمويل عاجل لعمل قاعدة بيانات للآثار الموجودة بالمخازن وتمويل المشروع القومى لتسجيل الآثار المصرية وتوفير مبالغ مالية لبرامج تدريب سواء للأثريين أو لأمناء المتاحف. وأبدى الوفد الأمريكى إعجابه ببرنامج الوزارة لحماية الآثار المصرية والذى عرضه الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار ويتلخص فى مجموعة من المشروعات والأنشطة وفى مقدمتها إدارة المواقع الأثرية وتعتبر من أهم البرامج التى بدأتها مصر منذ عام 2002، والمتاحف الجديدة التى تقام على أرض مصر، وبرنامج حماية الآثار المصرية وهو البرنامج المطلوب أن تتركز المساعدة فيه، وبرنامج التنمية الثقافية والوعى الأثرى، وبرنامج استعادة الآثار المسروقة، بالإضافة إلى برنامج التدريب للعاملين فى المناطق الأثرية على أعمال الحفائر والترميم وتسجيل الآثار. ويضم الوفد علماء من جامعة جورج واشنطن والذى يوجد بها أهم معهد للآثار فى العالم ويمثل الحكومة الأمريكية واهتمام الشعب فى نفس الوقت، ولذلك سوف يعتمدون على التمويل الكامل من المعونة الأمريكية. وزار الوفد المتحف المصرى الكبير بالجيزة ومتحف الحضارة بالفسطاط، وأشادوا بهذه المشروعات وأعلنوا أنها أهم مشروعات ثقافية أثرية فى العالم كله. وأوضح حواس أن الوفد الأمريكى كان قد طالب الحكومة الأمريكية باتخاذ كافة الإجراءات لمنع دخول أى آثار مصرية مسروقة للأراضى الأمريكية والتعاون مع مصر فى هذا المجال، وخلال اللقاء تطرق وزير الآثار إلى حجم التعديات التى وقعت على المواقع الأثرية والتى تتمثل فى اقتحام العصابات المسلحة لبعض تلك المواقع وسرقة بعض مخازنها الأثرية والتعديات الأخرى التى تمثلت فى البناء على أراض تابعة للآثار وذلك إثر الانفلات الأمنى الذى شهدته مصر يوم 28 يناير الماضى. وأشار إلى جهود القوات المسلحة وشرطة الآثار والسياحة فى تأمين أهم المتاحف والمواقع الأثرية للحفاظ عليها من أية اعتداءات، لافتا إلى الجهود الرامية لتطوير أداء الحراس الآمنيين التابعين للآثار وإعادة تأهيلهم وتزويدهم بالأسلحة المناسبة للدفاع عن المواقع الأثرية خاصة ضد العصابات المسلحة والإجرامية.