تحدث الكاتب الأمريكى الشهير، توماس فريدمان عن مدى معاناة الشارع العربى على أيدى الأنظمة الديكتاتورية التى تحكمه، وكيف عكفت الأخيرة على سلب المواطن أبسط حقوقه وكرامته وعاملته كالطفل، فى الوقت الذى نظر إليه العالم أجمع كال"متخلف"، وقال فى مقاله المعنون "أنا رجل" بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الربيع العربى لن ينتهى قريبا، مهما قتلت الأنظمة العديد من أبناء شعوبها. وأشار الكاتب إلى أن ملخص الثورات العربية يظهر جليا فيما كتب فوق لافتة حملها ثائر ليبى تقول "أنا رجل"، فهذه الانتفاضات الشعبية فى أصلها ليست سياسية، وإنما وجودية، فجميع الأنظمة العربية بصورة أو بأخرى جردت شعوبها من كرامتهم الأساسية، وحرمتهم من الحرية، ولم يسمحوا لهم قط بالتطور رغم إمكانياتهم الكبيرة، ومع اتصال العالم ببعضه، أصبح مدى تأخر العرب أمرا واضحا لا لبس فيه، وليس فقط أمام الغرب، بل أمام الصين والهند وأجزاء من أفريقيا. ورأى الكاتب أن الروائيين هم من يستطيعون نقل المشهد أكثر من علماء السياسة، فرفع رجل للافتة تقول "أنا رجل" معناها "لدى قيم، لدى طموحات، وأريد الحقوق التى يحظى بها الجميع فى العالم".