أعلنت وزارة الصحة الصينية اليوم الأربعاء، أن حصيلة فضيحة حليب الأطفال الملوث التى تهز البلاد حاليا ارتفعت إلى ثلاث وفيات و6244 طفلا رضيعا أصيبوا بحصى الكلى، مشكلة بذلك واحدة من أخطر قضايا السلامة الغذائية التى تعرفها الصين على مدار سنوات. قال متحدث باسم وزارة الصحة إن حالات الوفاة الثلاث وقعت بسبب تناول حليب شركة "سان لو" - أكبر شركات إنتاج الحليب فى الصين والتى تحظى منتجاتها برواج كبير بالنظر إلى رخص ثمنها - وسجلت فى مقاطعة تشجيانغ جنوب شرق البلاد وقانسو الشمال الغربية. أضاف أن المصابين الرضع، غالبيتهم حديثو الولادة، ويخضعون حاليا للعلاج فى المستشفيات ويعانون من مشاكل فى القناة البولية، حيث يتسبب هذا الحليب فى تكون حصى فى الكلى. بينت التحقيقات إثر تفجر هذه الفضيحة الأسبوع الماضى أن الحليب الملوث مخلوط بمادة "الميلامين الكيماوية"، التى تستعمل فى البلاستيك حتى يبدو وكأنه كامل البروتين وغير مخلوط بالماء. حسب نتائج التحقيق، الذى نشره الإعلام الرسمى اليوم، فإن نسبة الشركات المنتجة للألبان الملوثة بالميلامين بلغت 20.18% من إجمالى الشركات المنتجة للحليب المجفف فى الصين، بينما بلغت نسبة الدفعات الملوثة 14.05% من إجمالى الدفعات الكلية التى تم فحصها، فيما بلغ محتوى الميلامين فى حليب مجموعة (سان لو) 2563 ملليجرام فى كل كجم، وهى النسبة الأعلى فى جميع العينات فى حين تراوح المحتوى فى العينات الأخرى بين 0.09 ملليجرام و619 ملليجرام لكل كغم. أكدت السلطات أنها أوقفت منتجات الحليب المجفف المعيبة فى الشركات أو سحبتها من فوق أرفف المتاجر واستعادت جميع العبوات التى تم بيعها. وعلى الرغم من أن وزارة الصحة الصينية كانت أكدت فى إشعارها إلى منظمة الصحة العالمية أن منتجات المجموعة المذكورة لا تباع خارج الصين، إلا أنه خلافا لذلك يبدو أن المنتجات الملوثة للشركة قد وجدت طريقها للتصدير، خصوصا لبلدان العالم الثالث فى أفريقيا وآسيا، إذ قال لى تشانغ جيانغ رئيس مصلحة الدولة لرقابة الجودة والفحص والحجر الصحى إنه تأكد للسلطات وجود شركة أخرى مقرها مدينة تشينغداو (بمقاطعة شاندونغ شرق) تزاول أعمال التصدير إلى خمس دول على الأقل هى بنجلاديش وبورما واليمن وبوروندى والجابون. الصين هى ثانى أكبر سوق لحليب الأطفال المجفف فى العالم، وشهدت فى السنوات الماضية سلسلة من الفضائح المحلية والدولية المتعلقة بالغذاء والدواء ومعاجين الأسنان وإطارات السيارات وعلف المواشى ولعب الأطفال وغيرها.
