بدأت الاثنين اجتماعات الدورة العادية 130 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بجلسة افتتاحية تسلم خلالها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رئاسة الدورة من نظيره الجيبوتى محمود على يوسف. وقال فيصل في كلمته " إن معالجة مشكلة انتشار أسلحة الدمار الشامل تتطلب التخلي عن ازدواجية المعاير، مؤكدا على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي من الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية ولا تخضع للرقابة ". وفيما يخص الملف النووي الأيراني قال الفيصل " إن العالم العربي لايضمر لإيران سوى الخير ونتوقع ان تبادلنا نفس النوايا كما ان اننا نامل ان تظهر ايران التزاما واضحا بما يكفل تحقيق نهاية سلمية وسريعة لمشكلة البرنامج النووي الأيراني بما يجنب المنطقة صراعات مدمرة. وجدد الفيصل تأييد بلاده لحق الإمارات العربية في استعادة سيادتها على جزرها المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ، عبر الوسائل السلمية . قال الفيصل، في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية ومبادرات المصالحة بين جميع الأطراف أن هذه المبادرات لم تنجح حتى الآن ،لوجود مصالح خاصة وتدخلات إقليمية ودولية تغذى الانقسام الفلسطينى وتشجع عليه ،تغلبت على المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا. ودعا الفيصل الدول العربية لأن تتخذ موقفا صلبا وحازما ممن يريق الدم الفلسطيني ويعمق الانقسام ولا يطبق ما اتفق عليه بين الفلسطينين ، كما رحب الفيصل بما يشهده العراق من تطورات أمنية إيجابية في مواجهة الإرهاب والمليشيات في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع ابناء العراق ، ونامل ان يمتنع الجميع عن التدخل في شئون العراق الداخلية. ورحب وزير الخارجية السعودى باتفاق الدوحة بين القيادات اللبنانية وبارك انتخاب الرئيس ميشال سليمان كما رحب بالأتفاق المتبادل بين سوريا ولبنان بتبادل السفراء بين البلدين . من جانبه عرض الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته الافتتاحية جهود الأمانة العامة في تحقيق المصالحة اللبنانية والموقف من قرار المدعي العام بخصوص مذكرة اعتقال البشير واتخاذ المجلس موقفا موحدا بهدف ايجاد مخرج لهذه الأزمة بالتنسق مع حكومة السودان والأتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على اساس حزمة الحل الواحد . وبخصوص القضية الفلسطينية قال الأمين العام " إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ مؤتمر انابولس وحتى اليوم أنشأت 11 ألف وحدة سكنية مما يشير إلى أن إسرائيل غير جادة في تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة ، وان اسرائيل استغلت حالة التشرذم الحاصل في الصف الفلسطيني لتحقيق مكاسب سياسية وضرب القضية الفلسطينية ،محذرا من الآثار السلبية للانقسام الفلسطيني . و رحب الأمين العام بالتقدم الأمني الحاصل وجهود الحكومة العراقية لمحاصرة النعرات الطائفية ،مضيفا : " نرحب بتأجيل البت في مسألة كركوك الشديدة الحساسية والنظر في اعادة تنظيم المحافظات والاستعدادات لإجراء الانتخابات المحلية ،وأعتقد أن التواجد الدبلوماسي والتنموي والاستثماري العربي في العراق بات ضرورة ملحة مقرونا بقيام الزعماء العراقيين بالتجاوب مع هذه المقاربة العربية التي تركز على وحدة وسيادة العراق والحفاظ على هويته العربية الإسلامية".