أشاد خبراء دبلوماسيون وسياسيون مصريون بخطوات التقارب بين مصر وإيران، مؤكدين على ضرورة إعادة تقييم الوضع بعد سنوات من القطيعة بين البلدين. وأجمع الخبراء فى تصريحات لوكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية على أن تبادل العلاقات بين أى بلدين يصب فى مصلحتهما أمنيا وسياسيا. فمن جهته أكد السفير محمد فرج سفير مصر السابق لدى إيران، أن العلاقات المصرية الإيرانية فيما قبل ثورة 25 يناير كانت مرهونة بموقف شخصى، لافتا إلى بأن المؤشرات الحالية إيجابية وتدل على اتجاه عام لتعديل مسار هذه العلاقة. وقال فرج إن الرئيس السابق حسنى مبارك كانت له مواقف متعنتة غير مبررة فى بعض الأحيان تجاه إيران، مضيفا: "كان الحوار يجرى لإعادة مسار العلاقات، إلا أنه كان يواجه طريقا مسدودا دائما بسبب مواقف الرئيس السابق، والآن سيتم مواصلة هذا الحوار لأن كل تلك السياسات تغيرت". وأضاف أن إيران لها نظام سياسى مختلف تماما عن مصر، وعلى الرغم من ذلك فلابد من إعادة سريان العلاقة بين البلدين لأنها تصب فى مصلحتهما، مؤكدا أن تبادل العلاقات كاملة سيؤدى إلى تحقيق إيران مكاسب تمثل فتحا فى علاقاتها مع دول الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا ومكاسب كبيرة مماثلة لمصر. ووصف السفير محمود شكرى الكاتب والمحلل السياسى، مواقف مصر الحالية تجاه إيران "بالعقلانية والواقعية"، موضحا أنه لا يمكن تجاهل تنامى قوة إيران على كافة الأصعدة، وأشار إلى أن مصر بعد الثورة لا تحاول إصلاح علاقاتها بالدول لكنها تعيد تقييم وتقدير هذه العلاقات. وأضاف شكرى أن مصر تدرك الآن أنه لا يمكن تجاهل واقع المنطقة ككل، وبالتالى فإن إعادة تقييم العلاقات مع إيران منطقى وجيد إلى حد كبير، مشيرا إلى أن اعتبار إيران "مجرد عدو نتفادى تبادل العلاقات معه كان مثار جدل كبير فى الأوساط السياسية، فى الوقت الذى نقيم فيه علاقات جيدة مع تل أبيب على الرغم من أنها العدو الحقيقى، ونتعامل مع تركيا باعتبارها إحدى القوى فى المنطقة ونغفل إيران التى تعتبر قوة لا يمكن إغفالها". ولفت إلى أن جميع الدول العربية لها علاقات تبادلية مع إيران، وقال: "كل الدول العربية بما فيها الإمارات التى لها مشاكل مع إيران تقيم علاقات كاملة وشبه كاملة مع طهران ولا تغفل قوتها، عدا مصر، وبالتالى كان من المنطق أن نترك الانسياق وراء الفكر الأمريكى ونقدم مصلحة مصر فى المقام الأول". ويقول السفير أحمد الغمراوى، رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية، إن مسار العلاقات بين مصر وإيران سيتغير بشكل ملحوظ خلال الفترة القادمة، موضحا أن المؤشرات الحالية تؤكد أن مصلحة مصر تقتضى إقامة علاقات متوازنة مع كافة الدول ومنها إيران. وأكد على أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين لا تشترط التشابه بينهما. وأشار إلى أن الشعبين المصرى والإيرانى تجمعهما علاقات قديمة وطبيعية منذ القدم، مؤكدا على أن تجربة القاهرة فى قطع العلاقات مع طهران أثبتت فشلها، وقال: "إن قطع العلاقات بين البلدين أثبت أنه ليس فى مصلحة أحدهما، لأن السريان الطبيعى للعلاقة بين أى بلدين يمكنهما من ترتيب أولويات المصالح المشتركة بما يحقق المصلحة العامة لكل منهما، وهو السبب الرئيسى الذى جعل حكومة الدكتور عصام شرف تنظر فى هذه المسألة من جديد". وكان قد رحب وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى بفتح صفح جديدة مع إيران وهو الأمر الذى لاقى ترحيبا كبيراً فى طهران من قبل وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى الذى بعث رسالة يدعو فيها العربى لزيارة طهران.