قال يوشى فومى أومورا، الممثل الرئيسى لوكالة اليابان للتعاون الدولى، إن اليابان ومصر كلاهما اعتمدا الميثاق الخاص بإتاحة المعلومات لذوى الاحتياجات الخاصة، مما يقع على عاتقهما تلك المسؤلية الكبيرة، مشيرا إلى أن هناك تعاون بين البلدين فى مجال إتاحة المعلومات لذوى الاحتياجات خاصة الإعاقات البصرية. وأكد على أن اليابان تهتم كثيرا بالحقوق المتساوية للمعاقين، وأن هناك مشروع كبير بعنوان "ديزى" باليابان فى هذا الشأن، وجارى الطباعة باللغة العربية بالإضافة إلى التعاون بين الحكوميتين لدعم الابتكار لذوى الاحتياجات، خاصة مع مكتبة الإسكندرية، وذلك لبناء قدرات المعاقين وإتاحة المعلومات للتعلم والمحتويات الثقافية.
جاء ذلك، خلال الندوة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع وكالة اليابان للتعاون الدولى، بعنوان "إتاحة الوصول للمعلومات لذوى الإعاقات فى قراءة المطبوعات"، بقاعة الوفود بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور بول هكتور مستشار الإتصالات والمعلومات بمكتب اليونيسكو القاهرة، على أن اليونيسكو تعمل على إتاحة الوصول إلى المعلومات، سواء فى التعليم أو التوظيف، مشيرا إلى أن هناك عدد من المعوقات لإتاحة المعلومات منها تحديات اقتصادية، مؤكدا على أن اليونيسكو يعمل على تخطى تلك التحديات من خلال الترويج الجيد لتلك المعلومات، خاصة لذوى الاحتياجات والمكفوفين مثل برنامج "أفا" الخاص بإتاحة المعلومات الحكومية وبكل اللغات ومنها لغات الإشارة وبرايل، وأكد على أن اليونيسكو تضع مشكلة إتاحة المعلومات كأولى أولوياتها، خاصة فى هذا العصر الرقمى الذى نعيش فيه.
وقال إن هناك 195 دولة يعملون على إتاحة المعلومات للمكفوفين، وذوى الاحتياجات مشيرا إلى أن اللغات هى الوسيلة الأولى لتبادل المعلومات، ويوجد فى العالم 6 آلاف لغة، وبعضها مهدد بالإنقراض والبعض الآخر لا يستخدم رقميا، و تعمل اليونيسكو على دعم بقاء تلك اللغات فى المستقبل ولعل أهمها لغة الإشارة للمكفوفين.
وأكد على التعاون مع مكتبة الإسكندرية لتصميم برامج المكفوفين، بهدف إتاحة المعلومات مشيدا بالتوسع فى الخدمات التى تقدمها مكتبة طه حسين التابعة لمكتبة الإسكندرية للمكفوفين وذوى الإعاقات البصرية، مشيرا إلى أنه فى سبتمبر الماضى، تم إطلاق أسبوع لإتاحة المعلومات، وقد شاركت مصر فى تلك المبادرة.
من جانبها قالت الدكتورة هوايدا كامل مدير عام العلاقات العامة والاتصالات الخارجية، بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية، أن القانون المصرى نص على الاهتمام بالمعاقين، وقد تم مؤخرا افتتاح وتطوير 3 قاعات للمكفوفين بدار الكتب والوثائق، وذلك تنفيذ لبنود معاهدة مراكش، التى وقعت عليها مصر، وتنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي بالاهتمام بذوى الاحتياجات.
فيما أشارت الدكتورة إيناس حجازى، مدير تنمية الطفولة المبكرة، ومنسق شئون المعاقين بمكتب اليونيسيف مصر، إلى أن مصر لديها الكثير من الطلاب المتسربين من التعليم ، ولذلك تعمل المنظمة بوضع برامج للدمج فى التعليم لهؤلاء ، و أكدت على أن تلك البرامج تتضمن استقبال الأطفال ذوى الإعاقة للدمج فى التعليم، وطالبت بوضع برامج خاصة للتعليم المدمج فى الهيكل التعليمى فى مصر، وقالت "نتطلع للتعاون مع وزارة الاتصالات فى مصر لتصميم برنامج خاص للمناهج الدراسية للأطفال وإدماج لغة الإشارة للمكفوفين.
وأوضحت أنه تم المسح الشامل فى مجال التعليم المدمج على مستوى 105 دولة مختلفة، مشددة على ضرورة رفع وعى المجتمع بتلك البرامج، وقالت إن هناك 2 مليون طفل بمصر تحت سن 17 سنة ليس لديهم فرصة للتصفح على الإنترنت والوصول إلى المعلومات الرقمية بسبب الفقر.
وتهدف الندوة، إلى جمع الجهات المعنية والمهنيين والمنظمات التى تخدم مجتمع ذوى الاحتياجات فى قراءة المطبوعات فى مصر، لمناقشة التحديات التى يواجهها الأشخاص المعاقون فى مصر، نتيجة عدم الوصول إلى المعلومات، وكيف يؤثر ذلك سلبا على جميع جوانب حياتهم اليومية والتعليم والعمل والإندماج فى المجتمع، كما تستعرض الندوة الحلول العملية التى تكفل حق إتاحة الوصول للمعلومات بصورة متساوية لذوى الإعاقات فى قراءة المطبوعات، ومنها تكنولوجيا.