فى عهد ما قبل ثورة 25 يناير، كان السفر للخارج حل كل شاب مصرى للهروب من جحيم البطالة والفقر، إلا أن العودة من الخارج لتستثمر كل ما تملك فى مشروع يخدم بلدك كان حلماً أيضاً، هكذا يروى عدد كبير من الشباب ممثلين عن قرابة 900 مستثمر، حلمهم بعد شراء 42 ألف فدان بالمزاد العلنى من حكومة الدكتور نظيف لزراعة القمح بالساحل الشمالى الغربى بهدف القضاء على أزمة الخبز وتشغيل مليون شاب، إلا أنهم فوجئوا بالحكومة عام 2005 بوقف عليمة توفير مياه الرى للمشروع، رغم الانتهاء من كل التجهيزات التى تكلفت مليارات الجنيهات، بسبب ما وصفوه مجاملة الحكومة آنذاك لمستوردى القمح. إبراهيم غانم أحد المستثمرين يروى التفاصيل الكاملة للمشروع ومعه زملاؤه عبد الهادى محمد الدسوقى، حمدى عبد القادر، سيد سلطان وعبد العزيز حربى ومحمد السيد حصرى، مؤكدين أنهم ينتظرون موافقة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء على فتح مواسير المياه لبدء الزراعة به. وقال: فى 4 مايو 2004 أعلن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور أحمد نظيف بيع 42 ألف فدان للمواطنين والمستثمرين بنظام المزاد العلنى فى الساحل الشمالى الغربى على أن تتراوح المساحات بين 17 فداناً حتى 20 فداناً لكل مستثمر بقيمة 14 ألفاً و400 جنيه للفدان الواحد. وفى 25 مايو 2004 صدر قرار من مجلس إدارة الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية بالموافقة على المشروع، على أن يتم دفع 25% كمقدم من ثمن الأرض على أن يتم سداد الباقى على خمس سنوات من تاريخ وصول المياه والمقرر فتحها خلال سنة من تاريخ الشراء. ولأسباب سياسية وصفوها بالخبيثة لم يتم فتح المياه حتى الآن، رغم الانتهاء من تركيب وتجهيز المواسير والترع التى تكلفت مليارات الجنيهات. وفى أكتوبر 2005 حصل الجميع على الأرضى التى تعد من أجود الأراضى القابلة لزراعة القمح، كما قال المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، نظراً للبنية الأساسية الرائعة التى ظهرت عندما توفرت مياه الأمطار لبعض الوقت فيها. وأوضح غانم، أنه وزملاءه المستثمرين يعانون من تجاهل كل من وزارتى الزراعة واستصلاح الأراضى والرى والموارد المائية والهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية فى توصيل المياه، فقدنا خلالها معظم أمولانا ولم نستفد من زراعة الأراضى التى تعد بشهادة الخبراء والمتخصصين، ومنهم أحمد الليثى وزير الزراعة الأسبق، الذى أكد على أنها من أجود الأراضى فى إنتاج القمح الوفير. وفى النهاية قال غانم، إن المشروع لن تقتصر فوائده فقط على القضاء على أزمة الخبز وتشغيل مليون شاب، بل إنه سيتم إنشاء مجتمع ومدينة متكاملة جديدة فى هذه المنطقة من قبل المستثمرين تستوعب مئات الآلاف من المواطنين، كما أنه سيكون داعماً للسياحة فى منطقة الساحل الشمالى فى وقت لن تتكلف الدولة "مليماً واحداً" من المشروع، بل سيعود عليها وعلى الشعب عامة بفؤاد عدة، منها توفير القمح بأسعار مخفضة وعدم استيراده من الخارج مع تشغيل العمالة وتنشيط السياحة وتخفيف الكثافة السكانية بالقاهرة والجيزة.