قلت لصديقى الحكيم: أقابل فى طريقى كثير من الناس، بعضهم أعرفه جيداً لكنى لا أتذكّره إلاّ بعد أن يغادرنى، كما ألتقى آخرين أراهم رأى العين , أشدُّ على أيديهم بالسلام , أسامرهم , منهم من أمشى معه بعض الوقت , رغم يقينى أنهم ماتوا منذ سنوات , فهل للموتى عودة للحياة من جديد؟ قال : سخيف سؤالك . قلت : أوهم ما أعايش كل يوم ؟ قال : الأشد سُخفاً أن تُنكر ما تلمسه حواسك . قلت : تُجهدنى بإجابتك , تزيد من عتمة تلفّنى , أرغب فى تفسير يُريح عقلى . قال : منهم من أتانى , سألنى كيف يقتحم الأحياء عالمهم ؟ قصدوك بالاسم , شكاواهم ضدك زادت كثيرا , يرونك تقطع عليهم الطريق , تفرض رؤاك , تعكّر سلامهم . قلت : كعهدى بك , لم أفز بإجابة تبرئنى من سقمى. قال: احذر منسأتك , حتى لا تهوى دون تدبّر .