شهدت محافظة الإسكندرية مؤخرا تفاقم ظاهرة "النباشين" أى الفريزة الذين يقومون بنبش القمامة واستخراج المواد التى يمكن إعادة تصنيعها لبيعها إلى المصانع وتحقيق ربح كبير من وراء ذلك، وعلى الرغم من الحملات التى تشنها الأحياء بالإسكندرية، ويرافقها قوات الأمن إلا أن الظاهرة تفاقمت، ولم يقف الأمر عند حد نبش القمامة فقط، بل تعدى الأمر إلى سرقة صناديق القمامة، وخاصة أنها مصنوعة من مادة الحديد التى يمكن فكها و بيعها كخردة لإعادة تصنيعها. وتكرر الأمر أيضا فى سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى، و التى يتم سرقتها وبيعها خردة، وترك البالوعات مفتوحة تهدد أرواح المارة والمواطنين. من جانبه، قال المهندس أسامة الخولى، المدير التنفيذى لشركة نهضة مصر المنوط بها رفع القمامة من شوارع الإسكندرية، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إن الشركة قامت مؤخرا بضخ 1500 صندوق حديدى تم توزيعها على مختلف قطاعات المحافظة، بتكلفة بلغت نحو 4.5 مليون جنيه، وذلك من شهر يوليو 2017 وحتى الآن. وأشار إلى أن الشركة تعرضت لخسائر كبيرة جراء انتشار أعمال سرقة صناديق القمامة، والتى جاء معظمها فى العجمى والعامرية، حيث تم سرقة 100 صندوق قمامة من مختلف القطاعات بتكلفة بلغت نحو 300 ألف جنيه، حيث تتراوح تكلفة الصندوق الواحد من 3 إلى 3.5 ألف جنيه. وأكد أن المشكلة تفاقمت، وتطور الأمر ليس فقط إلى نبش القمامة وبعثرتها وتخريب منظومة العمل، بل تطور الى التعدى بأعمال بلطجة على عمال الشركة. وحول تطبيق المنظومة الجديدة للقمامة فى الجمع المنزلى للقضاء على ظاهرة النباشين، قال "الخولى" أن العقد الحالى بين المحافظة والشركة ينص على الجمع من الشارع ومن أٍسفل المنازل، إلا أن مافيا النباشين أصبحت تسيطر على البوابين بمداخل العمارات، فأصبحوا يبيعون القمامة الى النباشين، خاصة وأنها تدر ربحا كبيرا، حيث تصل يومية النباش إلى 300 جنيه فى اليوم، موضحا أنه تم اختيار شارع فوزى معاذ لتنفيذ التجربة به، حيث تم توزيع صناديق للعقارات وتكون عهدة ساكنة العقار أو البواب ويلتزم بإخراج المخلفات فى الميعاد المحدد والمتفق عليه. وأعربت شركة نهضة مصر عن أملها بتعاون المواطنين، خاصة فى المناطق التى سيتم تطبيق التجربة بها، وسيتم اختيار مكان آخر بمحرم بك وذلك فى حالة نجاح المنظومة. وطالب "الخولى" بتشديد الرقابة وحملات ضبط النباشين، بالأحياء المختلفة بالتنسيق مع قطاع الأمن والشرطة، خاصة وأن النباشين أصبحوا يحملون أٍسلحة بيضاء للتعدى على عمال الشركة وإجبارهم على نبش القمامة قبل رفعها. ويقول إسلام عبد المجيد، رئيس قطاع العجمى بشركة نهضة مصر، أن أعمال السرقة تكررت كثيرا فى قطاع العجمى، حيث تم سرقة 20 صندوق بالامس فقط، و قامت الشركة بتحرير عدد من المحاضر بتلك السرقات، حيث تم تحرير محضر رقم 8771 جنح الدخيلة، ومحضر رقم 3332 إدارى الدخيلة، ضد مافيا سرقة الصناديق. وكشف رئيس قطاع العجمى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن النباشين ومافيا سرقة صناديق القمامة يقومون بتقطيع الصناديق بسرعة من خلال كسارة خاصة لطمس ملامح الصندوق والتخلص منه بسرعة حتى لا يتم ضبطه متلبسا بسرقته ويقوم ببيعه الى تجار الخردة، خاصة وأنه مصنوع من الحديد، مشيرا الى أنه تم تحديد أماكن الفريزة والنباشين فى العجمى ومعرفة أوكار تجمعاتهم، إلا أنه لابد من حملة أمنية مرافقة لعمال الشركة لضبط النباشين. والوضع لا يختلف كثيرا فى سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى بالاسكندرية، وفى هذا الصدد قال اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى، إن الشركة تقوم سنويا بوضع خطة لإحلال وتجديد الأغطية بإجمالى 5.5 مليون جنيه سنويا. من جانبه أكد الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، على تشديد الرقابة والحملات من الأجهزة التنفيذية بالأحياء المختلفة لمواجهة ظاهرة "النباشين"، وتم ضبط عدد كبير منهم وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية، وأشار الى أن المحافظة تعمل باستمرار على تطوير منظومة النظافة. و أوضح "سلطان " أن المحافظة تسلمت فى يناير الماضى، 23 معدة شملت تطوير 13 سيارة جمع إفيكو "مكبس"، وسيارة ديلى مكبس، وكباش رينو، وهوك لفت رينو، و2 لودر كانيربيلر 966، وجريدر كانيربيلر، ولودر كانيربيلر 928، و2 جينيراتور للمدفن، كما تم توريد 3 آلاف صندوق حديد سعة 770 لتر تم ضخها فى شوارع الإسكندرية، بالإضافة إلى تصنيع 500 صندوق فى ورش الشركة وإصلاح 500 صندوق من القديم، و كذلك ضخ 500 صندوق عمالة سعة 370 لتر، وتوزيع عدد كبير من الصناديق بالمجان سعة 240 لتر على عمارات التى تشمل إتحاد الملاك.
