صدر عن دار أكتب للنشر للكاتب محمد فتحى كتاب جديد بعنوان "كان فيه مرة ثورة" وفيه يحكى للأطفال قصة الثورة المصرية من 25 يناير وحتى تنحى الرئيس مبارك وتنازله عن صلاحياته. وقال فتحى إن الكتاب هو محاولة منه لحكى قصة الثورة من بدايتها لأطفاله عمر وتقى؛ لأنه يخاف – على حد قوله – من تشويه التاريخ وعدم كتابته بصورة صحيحة، وهو ما تعرض له شخصياً هو وجيله حيث تم طمس إنجازات أسماء مهمة فى تاريخ مصر الحديث مثل محمد نجيب أول رؤساء مصر، وعدد آخر من الشخصيات المهمة التى لم نعلم عنها الكثير بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد. ويشكر فتحى فى بداية كتابه عدداً من الكتاب الذين وصفهم بأنهم منظرى الثورة، وأنهم أول من ثاروا ودفعوا ثمن الثورة بسبب كتاباتهم وانتقادهم الواضح والصريح للنظام السابق، وخص منهم بالذكر إبراهيم عيسى وعبد الحليم قنديل وعلاء الأسوانى، كما خصص فتحى ظهر الغلاف الذى صممه الفنان الشاب كريم آدم لصور الشهداء، ودعا القراء للدعاء لهم، ولكتابة كلمة لهم على ظهر الغلاف. ويتكون الكتاب من عدة مقالات وخواطر وملاحظات كتبها فتحى أثناء الثورة، ويشغل المقال الذى يحمل اسم الكتاب (كان فيه مرة ثورة) الجزء الأكبر من الكتاب ويحكى فيه فتحى لأطفاله عن أسباب الثورة سارداً الفساد الذى عاش فيه هو وجيله من مواليد الثمانينات، والوقائع التى لا ينساها ولم يكتبها أحد فى كتب التاريخ. كما رصد فتحى عدداً من هتافات الثورة وجملها الساخرة التى رفعها الثوار فى التحرير، واعتبر فتحى أن أحد أهم ميزات الثورة أنها كشفت للمصريين أن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق كان صورة طبق الأصل من مبارك، وأن مطالبات الناس به منذ سنوات بأن يصبح النائب لم تكن قائمة سوى عن إعجاب عاطفى بالمخابرات المصرية وبرأفت الهجان. ويضم الكتاب كذلك مقالات بعنوان: دليل الحاكم الغبى، خطة العبط الاستراتيجى، اللى يقول لك.. قل له، وغيرها من المقالات. وعن موقفه من الثورة قال فتحى الحائز على جائزة ساويرس الأدبية فى القصة القصيرة، والذى يعمل مدرساً مساعداً بقسم الإعلام بآداب حلوان أنه كان مستغرباً من اسم (ثورة) فى البداية، وأنه سخر من مسمى الثورة لأنه لا توجد ثورة تحدد مواعيد خروج أو تعلن عن منظميها، وهو الأمر الذى أدخله فى العديد من المعارك على صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعى الشهير "الفيس بوك"، لكنه وجد نفسه مع الناس فى الشارع يوم 25 يناير، كما أنه خرج يوم جمعة الغضب مع الملايين كنوع من الاعتذار عن ظنه، وأكد فتحى أنه كان فى الشارع من اليوم الأول لأن الاختلاف على المسميات لا يعنى الاختلاف على الهدف، وهو شئ يظهر جداً فى كتاباته فى جريدة الدستور وفيكتبه السابقة مصر من البلكونة ودمار يا مصر ومصر وخلاص والتى عارض فيها بقوة الرئيس السابق فى أوج قوته، وسخر بشدة من جمال مبارك مما جعل أمن الدولة يستدعيه بسبب كتابه دمار يا مصر، لكنه لم يكشف عن ذلك حتى لا يقال أنه يركب الموجة أو يدعى البطولة لاسيما وأنه استمر على نفس الخط فى كتابته ولم يتراجع أبداً عن نقده لمؤسسة الرئاسة وجمال مبارك والحزب الوطنى ورموز الفساد فى مصر. وعن ركوب الموجة والانتقادات التى يمكن أن توجه له بذلك نتيجة إصداره هذا الكتاب فى هذا التوقيت تحديداً أكد فتحى أنه يثق فى القارئ الذى سيميز بين المدعين وبين من يحاولون أن يسرقوا الثورة ويحققوا مكاسب شخصية منها، لأن موقفه من النظام السابق قاله وقتها فى كتبه السابقة التى حققت نجاحاً لافتاً، وقال فتحي" لست إبراهيم عيسى أو علاء الأسوانى، ولم أنسب شيئاً فى الثورة لى حتى يقال ذلك..أنا كاتب يحاول التعبير عن قرائه، وقد يقبلوه أو لا يقبلوه، وفى هذه الحالة سيتوقف فوراً عن الكتابة". وقال فتحى "أعتبر نفسى حرف الياء فى جيلى من الكتاب، وفى الأدب والصحافة بشكل عام، ولم أدعى يوماً أننى مناضل أو هتيف أو ثورجى لأن نضالى فيما أكتبه، ومهما فعلت فلن أكون سوى نقطة من محيط شباب وشهداء الثورة التى لم أدع إليها، وسخرت من اسمها قبل بدايتها لأننى رأيتها تظاهرات عادية، وبالمناسبة كان ذلك رأى معظم الذين اشتركوا فيها، لكننى وجدت نفسى منغمساً فيها منذ بدأت بشكل أو بآخر، وليس شرطاً أن أقول ماذا فعلت لأننى لا يجب أن أقدم إقراراً بالوطنية وكشف حساب عما أفعله والذى هو بينى وبين ربى". وكشف فتحى النقاب عن تعاقده مع دار نشر فرنسية شهيرة لتقديم كتاب آخر عن الثورة يجمع شهادات الثوار فى كل مكان فى مصر، كما تقيم مكتبة ديوان بالزمالك أول حفلات توقيع الكتاب فى السابع عشر من مارس الجارى بمقرها الرئيسى فى ضاحية الزمالك بحضور عدد من الكتاب والشخصيات.