يصدر خلال أيام عن دار اكتب للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "شادية وثورة 25 يناير 2011" للكاتب والصحفى سامى كمال الدين. ويقول سامى كمال الدين فى مقدمة كتابه "حينما اشتعلت ثورة الحرية.. ثورة شباب مصر فى 25 يناير واستمرت حتى 11 فبراير 2011 برحيل الرئيس مبارك- ومن مصادفات القدر أن يكون نفس اليوم الذى ولد فيه الملك فاروق عام 1926- لم يجد شباب مصر صوتاً غنائياً يعبر عنهم مثل شادية فى رائعتها "يا حبيبتى يا مصر"، ولم يخل شارع من شوارع مصر ولا فضائية إخبارية أو اجتماعية من إذاعة هذه الأغنية، مرة على مشاهد مختلفة للقاهرة القديمة تتمثل فى كوبرى قصر النيل ومختلف ميادين وسط القاهرة كالتحرير وطلعت حرب وصور لنيل مصر العظيم ورجالاتها السمر الشداد، ومرة عبر مشاهد حديثة بالألوان لمصر، ومرات بصوت وصورة شادية فى حفل محافظة الإسماعيلية. ويضيف كمال الدين "كنَّا حين ينتصف الليل فى ميدان التحرير نصدح معها عبر صوتها بشجنه وعبوره إلى داخل قلوبنا، نتراقص على كلماتها ونحن نطلب العدل والحرية، كان الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" يقابله فى نهاية اليوم هتاف آخر "بلادى يا أحلى البلاد يا بلادي..يا حبيبتى يا مصر يا مصر". ويستكمل كمال الدين "يوم كانت القنابل المسيلة للدموع، والتى لازلت أحتفظ بقنبلتين مكتوب عليهما made in usa، تخترق أنوفنا فتسيل كالطوفان وتصاب أعيننا بالاحتراق والاحمرار كنا نردد "يا حبيبتى يا مصر" عبر التجاويف الداخلية لنا دون أن تخرجها ألسنتنا، وفى الثانية صباحاً وبعد يوم طويل منهك جاءنا صوت شادية من الإذاعة الشعبية فى الميدان يعلن أن مصر تستحق وتستحق وبكينا جميعاً والشجن يملؤنا، ولكم وددت أن أهاتفها فى هذه اللحظة ..أحكى لها كيف تعيد إلى الشباب بهجة الحياة التى كاد نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك أن يفقدها لهم، وهى المتشوقة دوماً لأن تعرف ما يجرى فى ميدان التحرير". كانت شادية فرحة بما يحدث فى ميدان التحرير ومبسوطة من شباب مصر..أحفادها الذين يولدون من جديد، لكنها كانت بحاجة لأن تقنع من يستخدمون النار والهلع لأن يتوقفوا، هى تريد للورود أن تشرق على أرض مصر دائماً لكن دون نزيف..دون دماء ..ولعل أكثر المشاهد ألماً فى حياتها هذه الأيام مشهد الخيول والأحصنة وهى تدوس الشباب، ومشهد الشهداء الشباب فى ميدان التحرير وهم يهرولون فرارا من عصابات الأمن المركزى. هاتفتها مساء ذلك اليوم الأسود الذى كان بمثابة أسوأ يوم فى حياتي، فبعد مواجهات الجمال والأحصنة هجم علينا بلطجية مبارك الحزب الوطني، وشاء القدر أن أجد نفسى فى مواجهة البلطجية بعد الحصار حيث بدأ الاحتكاك والضرب بيننا وأنقذنى وجود مكتب لى فى شارع طلعت حرب، حيث كان يتمترس البلطجية فى ميدان طلعت حرب وأشرف شباب مصر تم حصارهم فى ميدان التحرير، فى هذا اليوم شاهدت كيف يقتلنا نظام مبارك، لا أقول هذا بطولة الآن فقد كتبت لسنوات فى مواجهة نظامه المزور، وتستطيع الرجوع إلى كتابى "موبايل زكى رستم"، أو تدخل إلى الإنترنت لتتأكد من تاريخ مقالاتي، المهم فى هذا اليوم كانت حالتى النفسية فى الأرض حيث شاهدت للمرة الأولى فى حياتى كيف يتم تصنيع قنابل المولوتوف فى الشارع ورأيت سنج وسيوف البلطجية، واستند على بطل من زملائى الذين لا أعرفهم بعد أن اخترقت سنجة ركبته، الدم المصرى كان يسيل أمامى وقناة الجزيرة كانت على هاتفي، لذا بكيت ليس خوفًا ولكن لأن الدم المصرى يسيل بأيد مصري، وقد اعتذرت طويلاً لمن استمعوا إلى دموعى وأنا أطالب الجيش بإنقاذنا من بلطجية الحزب الوطني، بعد ساعة هاتفت شادية محاولاً أن أستند على صوت مصر لعلى أعرف أين أنا وماذا يحدث فى مصرنا، وبلوعة أم أحست بى، تماسكت طويلاً، منعت دموعي، لكن صوتى تحشرج، وأصيبت بشرخ داخلي، وأحست شادية وعرفت بقلبها وإحساسها ماذا يحدث فى مصر، وخافت كثيرًا من النهاية خاصة إذا كان فيها دماء. وسامى كمال الدين يعمل صحافيًا بمؤسسة الأهرام ب(مجلة الأهرام العربى)، مدير مكتب مجلة الدوحة فى القاهرة، وعمل رئيسًا لتحرير مجلة داون تاون، وهى مجلة شبابية تعنى بالقضايا المحلية وهموم الشباب ومشاكلهم. وحصل على الجائزة الأولى من نقابة الصحفيين المصرية عام 2003 عن كتابه عن الفنانة شادية الذى نشر مع مجلة نصف الدنيا.، والجائزة الأولى من نقابة الصحفيين لعام 2006 عن حواره مع السيناريست "وحيد حامد"، وتم اختياره مع 75 صحفياً من 500 صحفى للمشاركة فى الدورة الأولى لمؤسسة محمد حسنين هيكل، والتى أشرف عليها الصحفى الأمريكى الشهير سيمور هيرش.