أكد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، استعداد المنظمة للعمل مع جميع الأطراف المعنية فى أفغانستان من أجل المساهمة فى عملية التسوية الوطنية هناك، لافتاً إلى الأمانة العامة للمنظمة بدأت بالفعل تعاونها مع بعثة الأممالمتحدة للمساعدة فى أفغانستان، وذلك فى مختلف المجالات بما فى ذلك مساعدة المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية. جاء ذلك فى كلمة أوغلو أمام اجتماع (مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان)، الذى عقد اليوم، الخميس، فى مقر المنظمة فى جدة، والذى حضره مايكل شتاينر رئيس المجموعة، والمبعوث الأمريكى لدى أفغانستان، مارك غروسمان الذى يشارك فى هذا الاجتماع لأول مرة منذ رحيل سلفه ريتشارد هولبروك، وبرهان الدين ربانى، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، ووزير الخارجية الأفغانى زلماى رسول الذى يرأس وفد بلاده إلى الاجتماع. وجدد إحسان أوغلو تأكيده ضرورة النظر إلى ما وراء الحلول العسكرية فى أفغانستان، مشيراً إلى أن الحل العسكرى ليس الحل الوحيد للخروج من الأزمة، وطالب فى الوقت نفسه بعملية مصالحة تتضمن حلاً شاملاً بقيادة أفغانية، موضحاً أن عقد الاجتماع فى مقر المنظمة يؤكد الدور الهام للمنظمة فى أفغانستان، واستعدادها للإبقاء على دورها فى مساعدة أفغانستان على استعادة السلام والاستقرار والتنمية. وفى هذا الإطار دعت المملكة العربية السعودية فى الكلمة التى ألقاها الدكتور عادل سراج مراداد، رئيس الإدارة العامة للشئون الإسلامية بوزارة الخارجية فى المملكة، الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبى ومنظمة المؤتمر الإسلامى، بصفتها أحد ركائز العمل الإسلامى الجماعى، إلى تكثيف الجهد لتقديم مقترحات عملية وبرنامج شامل لإعادة دمج كافة الفصائل الأفغانية فى العملية السياسية، معرباً عن استعداد المملكة للتعاون والعمل مع هذه المؤسسات لتمكين الشعب الأفغانى من القيام بدور إيجابى وسلمى فى بناء بلدهم الموحدة والخالية من الصراع والإرهاب، ولتعيش فى سلام مع جيرانها. وأعرب مرداد فى كلمته عن أمله بأن ينتهى المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية والذى شكله الرئيس حامد كرزاى من صياغة سياسات جديدة من شأنها تهيئة الظروف المناسبة لتوحيد القوى الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين كافة التيارات الأفغانية، وتغليب المصالحة الوطنية الأفغانية على أى اعتبار آخر، لافتاً إلى أن هذه الأمور تشكل مطالباً هاماً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام ويمهد الطريق لتطوير وتنمية أفغانستان من كافة النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشارك فى الاجتماع نحو مائة وعشرين شخصا يمثلون خمسين دولة ومنظمة دولية تأتى منظمة الأممالمتحدة على رأسها، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى، وبحث الاجتماع قضايا سياسية عديدة تتعلق بعملية التسوية التى يجرى الإعداد لها فى أفغانستان، وأوجه الانتقال المدنى، وعمليتى إعادة الإعمار والدمج، فضلاً عن الأبعاد الإقليمية للمسألة الأفغانية.