طالب أحد المحامين المقربين من الحزب الوطنى، والذى تخصص فى دعاوى الحسبة السياسية والدينية، ضد الكتاب والفنانين، بجلد المخرجة السينمائية إيناس الدغيدى، وأرسل إنذارا رسميا بذلك لشيخ الأزهر يطالبه بالتنفيذ. أكد جمال عبد العزيز مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن الدعوى تعود إلى عام 2003 وحصل فيها المحامى على حكم بالجلد 80 جلدة ضد إيناس الدغيدى، وبعد ما أثارته إيناس لفضائية روتانا السينمائية، مطالبة بترخيص الدعارة فى مصر، وهى الطريقة التى رأت الدغيدى أنها ستحل بها العديد من العقد النفسية والكبت الذى يعانى منه الشباب المصرى، والمساعدة فى تقليل نسب الاغتصاب الذى يعانى منه المجتمع المصرى. تحفز المحامى وطالب شيخ الأزهر بتنفيذ الحكم بالجلد ومنحه ثمانية أيام لتنفيذ العقوبة. أشار عبد العزيز أن المحامى المتخصص فى قضايا الحسبة كان قد طالب فى القضية السابقة بتطبيق حق الجلد بسبب الفيلم السينمائى "مذكرات مراهقة"، حيث زعم محامى الحسبة أن الفيلم يسىء لسمعة فتيات مصر. ويشير عبد العزيز أنها لم تكن القضية الوحيدة التى أقامها محامى الحسبة، فقد طالب بتطبيق حد الحرابة ضد الممثلة "عبير صبرى" وهو ما يعنى تقطيع "يدها وقدمها" بسبب تراجعها عن ارتداء الحجاب، فضلاً عن أنه كان أحد المطالبين بمحاكمة إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور، فى القضية المنظورة حالياً والمعروفة باسم "قضية صحة الرئيس". قال عبد العزيز "إن الحسبة أصبحت كابوسا مفزعا للصحفيين والكتاب والفنانين، ودون تنسيق ورعاية الحكومة لرافعى دعاوى الحسبة، لم يكن أحد هؤلاء ليجرؤ على العبث بحرية التعبير التى يناضل العديد من الصحفيين والمدونين الشجعان على انتزاعها ويدفعون ثمنا باهظا من حريتهم حتى نتمتع بالنذر البسيط الموجود حالياً". وأشار عبد العزيز إلى أن وحدة الدعم القانونى بالشبكة تساند بقوة المخرجة إيناس الدغيدى وكل الفنانين والمبدعين فى مصر، تدعو كل القوى الحية ومؤسسات المجتمع المدنى فى مصر للتصدى لظاهرة الحسبة سواء السياسية أو الدينية، وسواء جاءت من بعض الساعين للشهرة والمال أو من قبل الحكومة المصرية والمقربين منها. ودعا عبد العزيز وسائل الإعلام الجادة، بتجاهل هؤلاء المحتسبين وعدم نشر أسمائهم، حتى لا يصنعوا منهم نجوما و يفوتوا عليهم فرصة الشهرة والتقرب من الحزب الوطنى على حساب حق الصحفى أو الكاتب أو الفنان فى التعبير عن رأيه وإبداعه بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع ما يطرحوه. وأشار عبد العزيز إلى أن حرية التعبير تعنى إتاحة الفرصة لمن نختلف معه ولابد أن نناقش الفكرة بالفكرة وعدم إهدار حرية الاختلاف.