تتصاعد وتيرة تداعيات "ثورة الفقراء" فى إيران بعد مرور 7 أيام على انطلاقها فى عدد كبير من المدن الإيرانية من بينها العاصمة طهران، فردة فعل الزلزال الذى ضرب الدولة الفارسية لم يكن داخليًا أو إقليميًا فقط، بل كان صداه الدولى قويًا أيضًا بشكل كبير، فأصبحت بلاد فارس محط أنظار كافة عواصم العالم بعدما تحولت بين ليلة وضحاها إلى مسرح لأحدى عمليات تغيير الأنظمة الحاكمة فى منطقة الشرق الأوسط. وبعدما كانت طهران، مُصدره للعنف والأموال لدعم وتمويل حركات التغيير المسلحة فى الدول العربية، بهدف هدمها وزعزعة استقرارها لتتمكن من سيادة منطقة الشرق الأوسط، انقلب سحرها عليها، حيث تحولت الأموال التى تسرف فى انفاقها على مخططات هدم الدول العربية، لمصدر شقائها، وذلك بعدما ثار الشعب الإيرانى على الإهدار غير المسئول لثروات البلاد من قبل نظام الملالى على خلق الفتن فى الدول المجاورة بينما يتركون أبناء إيران يعيشون فى فقر مدقع، لضعف الموارد المالية وزيادة الأسعار، هذا إلى جانب الفساد المستشرى بين المسئولين فى سدة الحكم. وعلى مدار 7 أيام من "ثورة الفقراء" ضد فساد السلطة الإيرانية، برئاسة حسن روحانى، والزعيم الدينى للجمهورية الإيرانية، المرشد آية الله على خامنئى، لم تتوان السلطات عن استخدام وسائل العنف والبطش بالمعارضين لتبديد ثروات الدولة على حروب وفتن لا طائل لهم منها، وفى ظل الاستبداد الممارس من القادة الإيرانيين، قتل واعتقل العشرات من المدنيين المطالبين بحياة كريمة فى وطن عادل. المعارضة الإيرانية تتظاهر ضد نظام الملالى لليوم السابع على التوالى
ولليوم السابع على التوالى، تواصلت المظاهرات، التى بدأت يوم الخميس الأخير من شهر ديسمبر 2017، فى مختلف المدن الإيرانية احتجاجا على السياسات الخارجية للنظام الإيرانى (الملالى) الداعم للجماعات المسلحة والإرهابية فى الشرق الأوسط، وكذلك الفقر وسوء الحالة الاقتصادية للإيرانيين وتفشى البطالة والفساد، ووقعت اشتباكات عنيفة فى مدينتى قهدريجان، وفلاورجان، بمحافظة أصفهان، الواقعة على نهر "نهر زاينده"، جنوب العاصمة طهران، بين متظاهرين وقوات الأمن. وامتدت الاحتجاجات بسرعة قياسية الأيام الماضية من كبريات المدن إلى المدن المهمشة، قبل أن يخرج المتظاهرون بأعداد أكبر فى مختلف مناطق العاصمة طهران، وأفاد موقع الحملة الدولية لحقوق الإنسان فى إيران، بأن سجون أوين ورجايى شهر، استقبلت أكثر من 350 معتقلاً خلال الأيام الماضية، وفق ما نقلة صحيفة الشرق الأوسط. ومن جهته، أعلن قائم مقام محافظة "همدان" الإيرانية، على تعالى، أنه اعتقل ما يزيد على 150 شخصًا من عناصر المعارضة فى المدينة خلال الأيام الماضية. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن "تعالى"، قوله "إنه سلم المعتقلين إلى السلطات القضائية المعنية للتحقيق معهم"، مشيرا إلى أن أعمار المعتقلين تتراوح بين 17 و25 عاما، وأن من بين المعتقلين أفراد من مناطق خارج المحافظة، موضحًا أنه خلال الاحتجاجات، أصيب عدد من عناصر حرس الثورة الإسلامية، وأن حكومته تسعى جاهدة لمنع إصابة الجنود أو المحتجين، فيما نقلت وكالة العمال الإيرانية، عن "على أصغر ناصر بخت"ن نائب حاكم طهران، قوله، "اعتقل 200 شخص، يوم السبت، و150 شخصا، يوم الأحد، ونحو 100 شخص، يوم الاثنين". وقالت وكالة "إيسنا" الإيرانية، نقلا عن مساعد محافظ طهران، على أصغر ناصربخت، إن حصيلة المتظاهرين المعتقلين بلغت 450 إيرانياً، فيما أشارت وكالة "أنباء فارس"، إلى أن أكثر من 150 اعتُقلوا، أعمارهم تتراوح بين 17 و25 عاماً، بينما أوضحت الحصيلة الأخيرة لضحايا عنف الأمن الإيرانى، أن عدد القتلى وصل إلى 22 شخصًا. الشرطة الايرانية تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين عواصم العالم تنتفض لدعم ثورة الفقراء فى إيران