لا شك أن الثورة المصرية من أهم بل هى بالفعل أهم الثورات فى القرن الواحد والعشرين من حيث النشأة وانطلاق الشرارة، مرورا بالتحديات التى واكبت أيام الانطلاقة والعراقيل التى أعدت لإجهاضها، وكذلك العناد السلطوى وتمسكه بآخر قطرات الأمل فى الاستمرار، وانتهاء بروح الشهداء التى قدمتها هذه الثورة كقرابين لاقتناص الحق فى الحرية بعد عقود من الظلم والاستبداد وتحطيم أصنام الجهل والقوه غير المبررة. ولكن لى وجهة نظر قد تكون مغايرة تماما لوجهات نظر آخرين من بنى جلدتى، وتلك الوجهة متعلقة بشكل التأبين لأرواح الشهداء، وكيفية الاحتفال بالنصر الذى حققته هذه الثورة فأرى أنه من الواجب أن يكون التأبين أولا فى شكل: 1- تقدير أهالى شهداء الثورة معنويا، وذلك بإطلاق أسمائهم على أهم شوارع الجمهورية. 2- تقدير أهالى شهداء الثورة أدبيا وذلك بتخصيص أماكن كريمة لزويهم، وإعفاء أبنائهم من كل مصروفات ومتطلبات التعليم وكذلك تقديرهم مادياً. أعتقد أن التأبين على هذا النحو أفضل بكثير من مجرد حشد للحشود إلى ميدان التحرير والتلويح بالإعلام والاستماع إلى الأغانى الوطنية بشكل أراه أشبه بالموضة، فنحن الآن نعيش مرحلة ما بعد الثورة. ولا بد أن تكون تلك المرحلة مصحوبة بثورة فى الفكر وثورة فى طرق التعبير، وكذلك التأبين، وأن لا يقتصر مفهوم الثورة عند مبدأ التغيير والإصلاح السياسى فقط، وإنما يجب أن يمتد المفهوم ليشمل كل مناحى الحياة سواء السياسية منها أو الاجتماعية أو حتى شكل التعامل بين الأفراد. فالثورة ثورة فكر وليست بالمفهوم المنطوى الذى حاصرناها به.