مرض السكر (أو داء السكرى) هو أحد الأمراض المزمنة التى تصيب الإنسان، فهو يلازم المريض لسنوات طويلة ولهذا فعلى مريض السكر أن يحسن التعامل مع المرض وخاصة أنّه يؤثّر على كل أعضاء الجسم وأذكر بوجه خاص الكلى والعين والأعصاب الطرفية. بالنسبة للكلى فإن السكر يؤدى لقصور تدريجى مزمن فى وظائف الكلى، وبالنسبة للأعصاب الطرفية فالسكر يؤدى لفقد الإحساس التدريجى فى أطراف الجسم وخاصة أصابع الأرجل مما يضعف من مناعتها ويجعلها عرضة للالتهابات والميكروبات (القدم السكري)، أما بالنسبة للعين فالسكر يسبب التهابات الجفون والمياه البيضاء ويؤثّر على حركة العين، كما أنّه يؤثر على شبكية العين بحدوث ارتشاحات وتليّفات وضعف بمركز الإبصار وقد يصل الأمر إلى نزيف بالجسم الزجاجى أو انفصال بالشبكية وحينها تصبح احتمالية الشفاء ضعيفة. هذه المضاعفات قد تبدو مخيفة لمرضى السكر ولكن الخبر السار هو إمكانية تجنبها، فيجب التنبيه على مريض السكر أن يهتم بمتابعة حالته مع طبيب الأمراض الباطنة بشكل دورى مع الاهتمام بالنظام الغذائى وممارسة الرياضات الخفيفة (كالمشى السريع والهرولة) بالإضافة للانتظام فى أخذ العلاج مع عمل قياس دورى لنسبة السكر فى الدم، ويجب التنبيه أيضاً على ضرورة استشارة طبيب العيون مع الاهتمام بالمتابعة الدورية لحالة العين والشبكيّة وحدة الإبصار حتى يتمكن الطبيب من علاج المضاعفات مبكراً. وهنا نشير إلى أن طبيب العيون قد يطلب أحيانًا بعض الفحوصات التى تساعد فى تحديد نسبة تأثّر الشبكيّة ومن أشهر هذه الفحوصات هى تصوير قاع العين بالصبغة والتصوير المقطعى لمركز الإبصار، وأحب أؤكد على أهمية هذين الفحصين فى تحديد خطة العلاج وتحديد مدى الاستجابة مما يعطى الطبيب الفرصة فى اختيار أنسب علاج لكل مريض، أما فى حالات النزيف بالجسم الزجاجى أو انفصال الشبكية فقد يطلب الطبيب عمل أشعة موجات صوتية على العين وقد يتطلب الأمر القيام بتدخل جراحى لإنقاذ العين والله الموفق.