تساءل عدد من أعضاء اتحاد الناشرين المصريين عن وجود ممثل الاتحاد فى معرض الدارالبيضاء الدولى للكتاب فى دورته السابعة عشرة، وذلك لوقوعهم فى أزمة مع إدارة المعرض المغربى، وهى عدم قدرتهم على تسديد أسعار الأجنحة المخصصة لهم نظرًا لارتفاع الأسعار، وهو ما انعكس بالسلب عليهم فارتفع سعر الكتاب، بالإضافة إلى غياب المثقفين عن المعرض، وتزامن ذكرى المولد النبوى الشريف مع المعرض، والذى يعد للمغربيين عيدًا يحتفلون به مثل عيدى الفطر والأضحى، وهو أدى لغياب الطفل أيضًا عن المعرض، وذلك بعد حصولهم على إجازة تمتد ليوم واحد بعد انتهاء المعرض، وهو ما دفع عدد من ناشرى كتب الأطفال المصريين والأعضاء بالاتحاد بتوجه نداءات استغاثة عبر الموقع الإلكترونى لجريدة "اليوم السابع" لمجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين يطالبونهم بسرعة التدخل مع إدارة المعرض لخفض أسعار الأجنحة التى لم يستطع أحد منهم تسديدها حتى الآن، فى حين أن المسئول المالى يتابعهم من وقت لآخر. وقال ماجد محمد وجيه، المسئول عن شركة سفير لكتب الأطفال بالمعرض، حتى الآن، لا يوجد أى جمهور للمعرض، ونسبة المبيعات اليومية لا تكاد تتعدى المائة "درهم مغربى"، وذلك لأن المعرض تزامن مع ذكرى المولد النبوى الشريف، والذى يعد عيدًا للمغربيين فيحتفلون به كعيد الفطر أو الأضحى، ويهتمون بشراء الملابس والذبائح وبعض الاستعدادات لاستقبال الأهالى فى هذا العيد، وبالتالى فلا يأتى إلى المعرض إلا قارئ نوعى أو ربما زائر يلقى نظرة ويمضى، بالإضافة إلى أننا سمعنا عن مقاطعة المثقفين للمعرض والتى أثرت سلبيًا علينا. وقال وجيه: "كان على اتحاد الناشرين المصريين أن يتابعنا من وقت لآخر، ولكن منذ وصولنا للمغرب لم يسألنا أحد عن المشكلات التى تواجهنا، سواءً فى مواقع الأجنحة، بالإضافة لارتفاع أسعار الأجنحة، وحالة الركود التى نشهدها لأول مرة فى معرض الدارالبيضاء". وأشار الناشر نادر جلال مدير تسويق شركة "تروكالرز" إلى أن هناك خللاً فى التنظيم للمعرض، مضيفًا: "كان لا بد من وضع كافة ناشرى كتب الأطفال فى مكان واحد يكون على مقربةٍ من خيمة فضاء الطفل التى تستحوذ على اهتمامهم الآن". وتابع جلال: "أصبحنا ننتظر الزائر الذى يتوه فى أرجاء المعرض، ونادرًا ما يشترى إذا كان معه طفل، وهو ما وضعنا فى أزمة حرجة فلا يوجد لدينا 1800 دولار أو 13 ألف درهم سعر الجناح". وأضاف جلال: "لا بد من تدخل اتحاد الناشرين المصريين، وأن يكون له دور فى حل أزمتنا تلك، وإلا فما فائدة كوننا أعضاء بالاتحاد، فالكل يعلم أننا جئنا من مصر على أمل تعويض خسارتنا من معرض القاهرة، ولم نستطع سحب أى مبالغ من البنوك". وانتقد الناشر أحمد سيد، صاحب شركة البشائر، وضع الخيمة التجارية "منفذا لبيع الحلويات" أمام مقر ناشرى كتب الأطفال، وهو ما أدى إلى صرف أنظار الأطفال إلى شراء الحلوى فأثر سلبياً على اهتمامهم بالكتب والألعاب. وفى نفس السياق، قال الناشر محمد عبد المعز، ممثل شركة سنابل: "كان على اتحاد الناشرين المصريين أن يتدخل مسبقًا قبل بدء المعرض ويطالب بخفض أسعار الأجنحة، وهو ما لا يعفيه من التدخل الآن، فلسنا قادرين على تسديد المبلغ، والإدارة تتابعنا يوميًا، ولا نعرف كيف سينتهى الأمر بعدما أخذ الأطفال إجازة المولد النبوى، والتى ستدوم حتى يوم الاثنين، أى بعد انتهاء المعرض بيوم واحد، فهل يعقل أن نعوض خسارتنا ويمكننا تسديد سعر الجناح ونحن فى اليوم السابع من أيام المعرض؟". وقال الناشر ماهر خليل، صاحب دار المجرة للأطفال: "برأيى إن تقسيم الأجنحة ليس سيئًا بدرجة كبيرة، وهو ما تعمل إدارة المعرض على حله فى كل دورة بتبادل المواقع". مضيفًا: "ولكن عدم الإقبال ضعيف جدًا هذه الدورة، ولا نعرف ماذا سنفعل، وربما تكون إجازة المولد النبوى الشريف سببًا فى زيارة الأطفال للمعرض فى الأيام القادمة، فكما نعلم أن الإجازة تكون سببًا فى الرواج لمعرض القاهرة الدولى للكتاب". وأضاف خليل: "وردتنى أنباء من قبل أن اتحاد الناشرين المصريين وجه خطابات لإدارات المعارض طالب فيها بتخفيض أسعار الأجنحة، والبعض رفض مثل معرض أبو ظبى ولكن لا أعلم هل وجه الاتحاد خطابًا لمعرض الدارالبيضاء أم لا".