سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تباين آراء الخبراء حول خطاب الرئيس مبارك.. و"هدان": ما حدث يعد أول تداول سلمى للحكم.. و"سويلم": الرئيس تنازل عن سلطاته.. و"المشاط" ما حدث ليس كافيا.. و"أمانى" هذا استكمال لتدهور إدارة الأزمة
أكد خبراء استراتيجيون، أن خطاب الرئيس مبارك يعد أول انتقال سلمى للسلطة يحدث فى مصر، موضحين أن مطالب المتظاهرين تحققت، ولم يعد هناك مبرر للتزمت والإصرار على الاحتجاجات وتصلب الحياة الطبيعية فى البلاد. قال الخبير الاستراتيجى، اللواء أحمد وهدان إنّ خطاب الرئيس مبارك يدل على تداول السُلطة بالشكل السلمى المطلوب، مع الحفاظ على قوة وكيان مصر، مضيفاً أنّ 98% من مطالب المتظاهرين فى ميدان التحرير قد تحققت، مشدداً على أهمية تعقل الناس لأن ذلك سيصب فى مصلحة الوطن. وأضاف: نحن لا نعلم من هو الرئيس القادم، ولا ندافع عن شخص بعينه، بل نبحث عن مصلحة الوطن بشكل عام، فما حدث يعد خطوة كبيرة جداً، بل من أفضل الوسائل للخروج بمصر إلى بر الأمان والحفاظ عليها، وليس الحفاظ على شخص معين. وحول ما تضمنه ردود الأفعال الخارجية وخاصة الولاياتالمتحدة وإسرائيل على خطاب الرئيس مبارك، أوضح وهدان أنّه ليس لهما أنّ يتدخلا فى شئوننا الداخلية، ولكن كل ما ترغبا به؛ هو الالتزام باتفاقيات السلام، موضحاً أنّ مصر دائماً ما تلتزم باتفاقياتها الموقعة. وأضاف وهدان، أنّ دول الغرب تركت الموقف الراهن للشعب المصرى، معترفين أنّ التغيير قد بدأ بالفعل، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أنّ رئيس الجمهورية القادم سيحل مجلس الشعب بعد حلف اليمين الدستورية أمامه، ويقيم مجلسا آخر، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد أنّ تحدث فى مصر بشبابها ما فشلت فى تحقيقه بقواتها المسلحة". من جانبه، قال الخبير الاستراتيجى، اللواء حسام سويلم، إنّ مبارك تنازل عن سلطاته بشكل أو بآخر، وهو ما حدث على الأرض بشكل واقعى لأول مرة فى مصر فى الوقت الحالى، على عكس ما تم نشره فى بعض وسائل الإعلام، وذلك حفاظاً على أمن مصر وسلامتها. وأوضح سويلم أنّه ينبغى على القوات المسلحة أن تفض المتظاهرين ليعودوا إلى منازلهم، وهو الأمر الذى يجب أن يستجيب له الشعب وجموع المتظاهرين الغفيرة. وتوقع سويلم أنّ يسود الشارع المصرى هدوءاً ملحوظاً فى الأيام القادمة، مشدداً " كفانا عطلة.. يجب أنّ يعود المتظاهرون إلى منازلهم؛ لتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت، ونتمنى أنّ يتم نزع فتيل الأزمة غداً، لأن مطالب المحتجين قد تححقت". وأضاف: "يجب على قواتنا المسلحة أنّ تلتفت إلى مهامها الرئيسية، وهذا لن يحدث إذا ظل المتظاهرون متواجدين فى الشوارع والميادين". بينما أكد الدكتور عبد المنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز البحوث والدراسات السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن خطاب الرئيس مبارك وتفويض السلطة لنائبه عمر سليمان لم يكن كافيا، مشيرا إلى أن الساعات القليلة المقبلة لن تشهد هدوءا مثلما كانت عليه خلال الأيام الماضية. وأكد على أن الاستمرار فى الأزمة لمدة طويلة سوف يؤدى إلى اتخاذ إسرائيل لعدة خطوات، مبديا تخوفه على الحدود الشرقية، وعلى مستقبل مصر، والاتجاه نحو التهديد وليس التهدئة، مؤكدا على أن هناك ضررا على مصالح الأمن القومى. وأشار إلى أن عدم الاستقرار يؤدى إلى العديد من التهديدات الخارجية من الأعداء منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وأوربا، وكل من له مصلحة فى المنطقة. أما الدكتورة أمانى مسعود الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فأكدت أن الشعب كان ينتظر شيئا آخر غير ما جاء به الخطاب، وأنه جاء استكمالا لتدهور إدارة الأزمة فى مصر. وأشارت إلى أن الشباب المتظاهرين أيضا لم يضعوا حتى الآن سقفا لمطالبهم، وأن الشعارات تتغير باستمرار، الأمر الذى يزيد من تصعيد الأمور، مبدية اندهاشها من الموقف الأمريكى ووصفته بالمريب.