رحمة الله على شهداء ثورة الغضب الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجلنا نحن المصريين، كى نرفع رؤوسنا عالية بعد انكسار وذلة دامت ثلاثين عاما، رحم الله شهداء الثورة الخالدة - الأعظم فى تاريخنا المعاصر- الذين سالت دماؤوهم الذكية تروى أرض مصر التى قابلتهم بكل قسوة فى ظل نظام قمعى فاسد لم يعمل إلا لصالحه، وبات يتلذذ بتجويع المصريين وإذلالهم وتسفيههم وسلب حرياتهم، ولم ينظر أبدا ذلك النظام الجائر إلى حالة الشعب الاقتصادية والصحية والسياسية، ولم يلتفت قط إلى مطالبهم المشروعة فى حياة حرة كريمة. إن ثورة الغضب جاءت لتبرهن على نقاط عدة، كلها غاية فى الأهمية، لا يمكن لنا أن نقدم بعضها على بعض فكلها لها نفس الأهمية والأولوية، أولا: قد نجحت الثورة فى التأكيد وبكل قوة على قدرة الشعب المصرى العظيم على العمل والعطاء والاتحاد والابتكار والتنظيم والمشاركة الاجتماعية، لقد قالوا للعالم أجمع ها نحن المصريون يد واحدة وصوت واحد على قلب رجل واحد، ليعلم النظام متأخرا جدا أنه كان يملك بين يديه كنزا بشريا لا مثيل له، كان من الممكن وبسهولة تحويله إلى طاقة جبارة للبناء والتشييد والتنمية والتقدم، ثانيا: نجحت الثورة فى إسقاط درع الشرطة الواهم الذى كان يحمى النظام بكبر وغطرسة، وتلقن درساً قاسياً لن ينساه أبدا، ثالثا: فضحت الثورة أولئك المنافقين الذين باعوا شرفهم المهنى مقابل البقاء فى مقاعدهم، وعلى رأسهم أقلام الصحافة القومية ورجال الإعلام الذين وأدوا ضمائرهم وباتو يضللون الرأى العام لخدمة النظام مقابل السلطة، وأقول لهم جميعا إلى مزبلة التاريخ. لقد راهن الكثيرون على غباء النظام وفى كل مرة كان يثبت للعالم كله أنه نظام لا أمل فيه حتى وصل الأمر ذروته من الاستهتار حين قال مبارك جملته الشهيرة: خليهم يتسلو، فهل يكفيه الآن هذا القدر من التسلية؟ أم أننا ما زلنا فى حاجة إلى المزيد؟ رحمة الله على شهدائنا، ليس فقط شهداء ثورة الغضب المجيدة، بل جميع شهداء ذلك النظام الفاسد الجبار الطاغية، رحمة الله على الشهداء الألف لقطار الصعيد المتفحم حرقا، رحمة الله على شهداء عبارة السلام الألف ومائة شهيد، رحمة الله على شهداء انهيار صخرة الدويقة، رحمة الله على خالد سعيد والسيد بلال وجميع ضحايا التعذيب وجبروت الشرطة الفاسدة، رحمة الله على شهداء كنيسة القديسين ونجع حمادى شهداء التقصير الأمنى والإهمال الجسيم.