نساء القاعدة تحولن إلى مصدر جديد للتهديد أربك المخابرات الأوروبية، والسبب أن مجندات القاعدة تحولن من تقديم الدعم وحملات الدعاية إلى الانخراط المباشر فى أنشطة تفجيرية. مسئول دبلوماسى على صلة بحملة التحقيقات التى شنتها المخابرات الأوروبية أخيرا لبحث الظاهرة، أكد أنه لم يتم التعامل معها بشكل جدى بعد، "لكننا فى حاجة إلى اكتشافها وفهمها تحسباً لأن تكون استراتيجية جديدة للقاعدة". سلسلة التفجيرات التى تمت فى الفترة الأخيرة فى الشرق الأوسط، والتى نفذتها نساء، كانت الدافع وراء حملة التحقيقات، يعززها ما رصدته أجهزة الأمن الأوروبية من ميول متنامية لدى عضوات القاعدة لاستخدام العنف، وتشير مصادر رسمية إلى أن بريطانيا وشمال أفريقيا هما البؤرتان الرئيسيتان للخطر. الانتحارية الأوروبية الوحيدة المعروفة حتى الآن هى "موريل ديجوكو" البالغة من العمر 38 عاماً، والتى كانت قد انتقلت من بلجيكا لتفجر نفسها فى العراق عام 2005، غير أن حملة التحقيقات الموسعة ستشمل النساء المنخرطات فى أنشطة الدعم الفنى أو الدعوى أيضاً، فى ظل تزايد المخاوف من أن تقوم القاعدة بإرسال انتحاريات عبر البحار، خاصة من شمال أفريقيا. خبير استخباراتى فرنسى عبر عن قلقه الشديد من أن الظاهرة قد وصلت إلى مرحلة تفوق السيطرة، "إنها أخطر بكثير من أى وقت مضى، فالتفريق بين المنخرطين فى حملات الدعم المالى، أو إدارة المواقع الإلكترونية، ومن يقومون باستقطاب أعضاء جدد، والانتحاريين المحتملين أمر صعب جداً"، وأضاف "كما أن هناك صعوبة فى كشف الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبى". كان جيليس دى كيرشوف، منسق البرنامج الأوروبى لمكافحة الإرهاب، قد أجرى استطلاعاً شمل الأجهزة الأمنية فى دول أوروبية مختلفة من بينها بريطانيا، وفرنسا، وأسبانيا، وألمانيا، لمعرفة خططهم الاستخباراتية لمواجهة الظاهرة، ومن المقرر أن تعلن نتائج الاستقصاء فى تقرير يصدر فى الخريف المقبل، وأشار مسئول فى الاتحاد الأوروبى إلى أن القضية "ذات أولوية عالية جداً". ويذكر أن انخراط النساء فى أنشطة مسلحة فى المملكة المتحدة لايزال محدوداً جدا،ً إلا أن الأمن البريطانى يخشى من ألا يستمر الحال طويلاً، وهو ما عبر عنه المسئول الاستخباراتى الفرنسى قائلاً "القاعدة تكشف يوماً بعد يوم أنها تجرب أحد التكتيكات فى مكان معين، وعندما ينجح فإنها تطبقه فى أماكن أخرى". وتزايدت أعداد الانتحاريات فى العراق أخيرا بشكل كبير بسبب قدرتهن على تخطى إجراءات التفتيش الذاتى، كونهن نساء، وتشير مصادر أمنية فى الجزائر إلى أن جماعة القاعدة فى بلاد المغرب أصبحت تستخدم النساء فى حملات تفجيرية، "النساء مسئولات أساساً عن تقديم الدواء والطعام والملابس للمسلحين، لكن بعضهن ينخرط فى أنشطة أكبر، وفى العام الماضى عثرنا على شبكة مسلحة تديرها امرأة". وطبقاً للمصدر، فإن النساء اللاتى ينخرطن فى أنشطة غير مسلحة عادة ما يكون لهن قريب من الدرجة الأولى عضو بالجماعة، "بعكس الانتحاريات فيتم انتقائهن من بين النساء الأكثر ضعفا"ً، أى اللائى ليس لهن أقارب ذكور. ويشير مسئولون فى المخابرات الأمريكية إلى أن المرأة التى يتعرض أحد أقاربها الذكور للقتل، سواء كانوا مسلحين أو مدنيين، تتجه مباشرة للعنف. ويذكر أن انخراط النساء فى أنشطة مسلحة ليس حكراً على القاعدة، إذ كان قاسماً مشتركاً بين جماعات فلسطينية، وكردية وفى الشيشان وسريلانكا.