المحافظات أحمد مرعى – عبد الله صلاح – فايزة مرسال بشرة خير فى القطاع السياحى بمصر انطلقت من مختلف المحافظات السياحية، اليوم الأحد، حملت بين طياتها بشائر بموسم سياحى شتوى مميز هذا العام، للتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان، حيث شهدت الأقصر وصول 225 سائحا من فرنسا واليابان، وشهدت شرم الشيخ وصول 170 سائحا من أوزباكستان، فيما أعلنت محافظة أسوان حضور 3500 سائح مصرى وأجنبى لاحتفالية تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل. ففى محافظة أسوان قال اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إن مهرجان تعامد الشمس بأبو سمبل، استقبل نحو 3500 سائح أجنبى وزائر مصرى منهم 1500 سائح أجنبى و2000 زائر مصرى، تحت شعار "مصر الأمن والأمان"، وبحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار والكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، بالإضافة إلى ممثلى سفارتى إيطاليا وسويسرا وسط تغطية إعلامية من وكالات الأنباء العالمية والمحطات التلفزيونية، فضلاً عن ممثلى الصحف القومية والمحلية.
وأضاف محافظ أسوان، فى تصريحات على هامش المهرجان، أن تعامد الشمس يعد نقطة انطلاق قوية نحو عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية التى تتناسب مع عظمة الحضارة المصرية ومقومات مقاصدها السياحية، وقدم اللواء حجازى تعازيه للشعب المصرى وأسر الشهداء فى ضحايا حادث الواحات أمس الأول، مؤكدا أن هذا الحادث الأليم يعكس المعدن الأصيل للشعب المصرى بوقوفه صفا واحدا أمام الإرهاب الأسود، حيث أن قرار إلغاء الفعاليات والأنشطة الاحتفالية لمهرجان تعامد الشمس هو ليس فقط قرار تنفيذى ولكنه شعبى أيضًا، حيث لاقى ذلك ترحيبا واسعا، مما يؤكد على تلاحم المصريين فى المحن والشدائد.
السياح الأجانب أمام معبد أبوسمبل فى حفل عالمى وأكد المحافظ، أنه بالرغم من إلغاء كافة مظاهر وفعاليات الاحتفال والاقتصار على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس إلا أن توافد السائحين والمصريين لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة يؤكد على مناخ الأمن والأمان المتوافر فى أقصى جنوب مصر بمدينة أبو سمبل والتى تدفق عليها السائحون والزائرون من خلال وسائل النقل البرية والنهرية والجوية بأعداد كبيرة، موضحاً أنه لتسهيل مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على الحاضرين من السائحين والمواطنين تم نقل هذا الحدث العالمى الفريد على شاشات تم وضعها أمام المعبد لإتاحة الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بلحظة التعامد بعيداً عن التزاحم والتأكيد، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ العديد من إجراءات التنظيم والتأمين لتحقيق السيولة فى دخول وخروج المعبد، بالإضافة إلى تكثيف التواجد الأمنى داخل صحن المعبد وقدس الأقداس وهو الذى لاقى ارتياحاً من الأفواج السياحية والزائرين المصريين.
فيما أكد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أن احتفالية الرئيس بمرور 200 سنة على اكتشاف معابد أبو سمبل، خلال شهر نوفمبر المقبل، ستحمل رسالة آمان واضحة من أمام معبد أبو سمبل إلى العالم أجمع، مضيفاً أن الاحتفالية الكبرى تم الإعداد لها جيداً، وستضم ضيوف من شخصيات دولية بارزة، وستتضمن فعاليات مصرية تعكس تقدم الفن المصرى، وتبرز جمال وروعة الآثار المصرية، خاصة أن الاحتفالية ستكون فى أحضان معبد أبوسمبل الذى يعتبره العالم "العجيبة الثامنة".
الأفواج السياحية تصل للمطارات المصرية المختلفة وأشار وزير الآثار، إلى أن مهرجان تعامد الشمس اليوم، خير دليل على أن السياحة فى مصر لم تتأثر بالحادث الإرهابى الأخير، والدليل على ذلك حرص مجموعة كبيرة من السائحين إلى الحضور مبكراً إلى معبد أبوسمبل وافتراش الأرض قبل بدء الظاهرة بساعات حرصاً على مشاهدتها فى الصفوف الأولى، موضحاً أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى تعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريين، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان.
وأشار الدكتور خالد العنانى، إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التى خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة الخالدة من العالم، وأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما فى 22 أكتوبر احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة، والأخرى فى 22 فبراير احتفالاً ببدء موسم الحصاد حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة "أمون ورع حور وبيتاح" وتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى التى ترتفع بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين.
أما الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، فصرح بأن الحياة فى مصر مستمرة بشكل طبيعى، ومستعدون لتحمل تكلفة مواجهة الإرهاب، مضيفاً على هامش مهرجان تعامد الشمس بأبوسمبل، أن أعداد السائحين الأجانب الذين حضروا تعامد الشمس اليوم على قدس الأقداس بأبوسمبل، تؤكد أن المصرين لديهم الإصرار على مواصلة النجاح ومواجهة الإرهاب مهما كلفهم الأمر. وأشار "النمنم"، إلى أن الثقافة كانت مستعدة للاحتفال بتعامد الشمس من خلال مجموعة من فرق الفنون الشعبية والفقرات الفنية التى كانت ستقدم فى ليلة وصباح يوم تعامد الشمس، لكن ما حدث جعلنا نلغى الاحتفال تضامنا مع أسر شهداء الشرطة.
وفى محافظة الأقصر، شهد مطار الأقصر الدولى، فجر اليوم الأحد، وصول أول رحلة مباشرة قادمة من مطار "شارل ديجول" بفرنسا بعد توقف عدة سنوات، حملت على متنها 140 سائحا، للقيام بجولات وزيارات للآثار الفرعونية بالأقصر على مدار الأيام المقبلة.
وصول فوج يابانى من مطار ناريتا بطوكيو لمطار الأقصر الدولى كما استقبل المطار أول رحلة طيران مباشرة قادمة من مطار "ناريتا" بالعاصمة اليابانية طوكيو، حملت على متنها 85 سائحا يابانيا للقيام بجولات وزيارات سياحية داخل الأقصر خلال الأيام المقبلة، ومن المقرر أن تستمر الرحلات المباشرة للسياح اليابانيين من مطار ناريتا بطوكيو بصورة أسبوعية حتى شهر إبريل المقبل، وذلك بتنظيم من شركة "إير ليجر" للطيران.
وفى هذا الصدد، يقول محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، إنه تمت الموافقة على عودة السياحة الفرنسية وهو ما يضمن تدفقا جيدا للسياحة الفرنسية على الأقصر، مطالباً بسرعة التفكير فى عودة الرحلات النيلية "القاهرة – الأقصر"، وتجهيز المراسى بالمدن الرئيسية التى يستمتع بها السوق الفرنسى المتعطش للسياحة.
وأضاف محمد عثمان ل"اليوم السابع"، أنه لابد من مواجهة إشكالية التدفق للأسواق الأوروبية من القاهرة للأقصر وأسوان عبر قيام وزير النقل بإعادة تشغيل قطار مخصوص للنوم "القاهرةالأقصر" مباشرة، والذى كان ينقل فى السابق أكثر من 40% من السياحة الثقافية، وعودة هذه القطارات ستكون بديل قوى جدا للطيران الداخلى المرتفع، مطالباً الوزير بضرورة النظر للطرق الصحراوية الغربية وتطويرها بصورة كبيرة لخدمة السياحة بين الأقصروقنا والغردقة، حيث إن أغلب الرحلات تتوجه عبر الطريق الزراعى الذى يمر عبر حوالى 55 قرية حتى محافظة قنا مما يضر بالحركة كثيرًا.
السائحون الأجانب يتوافدون على مدن مصر السياحية وفى شرم الشيخ وصلت أولى رحلات الطيران المباشرة القادمة من دولة أوزباكستان وعلى متنها 170 سائحا ومنهم 22 من ممثلى لوكالات السياحة والسفر بأوزباكستان، حيث قال مصدر مسئول بهيئة تنشيط السياحة بشرم الشيخ، أنه من المقرر أن تكون هناك رحلة أخرى قادمة إلى مطار شرم الشيخ يوم 30 أكتوبر 2017، وهناك توقعات فى زيادة عدد الرحلات من أوزباكستان بما أنها سوق سياحية جديدة وكذلك بناء على طلب السائحين للمقصد المصرى عامة وشرم الشيخ خاصة بالتعاون بين مكتب هيئة تنشيط السياحة بشرم الشيخ والعلاقات العامة بمطار شرم الشيخ الدولى.
وتم استقبال السائحين بالورود وتقديم النشرات السياحية لهم ويأتى ذلك فى إطار الجهود المستمرة المبذولة لتعويض الفجوة السياحية التى سببتها غياب الرحلات الروسية والتى كانت تمثل ما يقرب من 60٪ من جملة السياحة بشرم الشيخ وذلك من خلال فتح أسواق سياحية جديدة مثل أذربيجان وكازخستان وأذربيجان وغيرها، بجانب زيادة عدد الرحلات من أوكرانياوإيطاليا وألمانيا.
