يا شباب مصر انظروا إلى السماء انظروا إلى المستقبل كأنكم ترونه واقعا.. شاركوا فى صياغة المستقبل للأمة فالمستقبل هو لكم ولا تدعوا غيركم يكتبه لكم ولو بحروف من دهب فليذهب الحكماء إلى الصفوف الخلفية ليس ذلك تقليلا من شأنهم ولكن المستقبل ملك لنا صنعناه بأنفسنا. كونوا على ثقة بنفسكم أنتم فقط الوحيدون والأقدر على إعادة صياغة الدستور وبلغتكم وبلغة الخامس والعشرين من يناير 2011. انتم اليوم إخوة لنا صغار ولكنكم فعلتم ما لم يستطع أن يفعله لكم الكبار، أنتم حقا تفجرون اليوم ثورة التغيير والانطلاقة. لقد تغيرت الحياة السياسية بمصر بأيديكم أنتم وبرغبتكم أنتم ولم يفرض عليكم أحد فكرا ما أو رأيا ما. يجب اليوم أن نصيغ التغيير وبنوده ولا يجب أن ننتقل من مرحلة سابقة إلى مرحلة لاحقة بدون رسم ملامح التغيير. وأنا ندقق فى التفاصيل فهى أهم من الخطوط العريضة. كلنا كان عندنا نفس الرغبة فى التغيير كلنا كنا ندعو من صميم قلوبنا الدعوة المشتركة بنا متى يجىء اليوم وتحدث الثورة التى يأتى معها التغيير. التغيير الذى يجب وأن نشعر به جميعا ويؤثر فى جميع مجريات الحياة. إن التغيير وإن جاء هذه المرة على يد شباب الفيس بوك وهم كلهم شباب الطبقة المتوسطة وهم الفئة الأكثر اطلاعا على مجريات الحياة عن طريق شبكة المعلومات العنكبوتية إلا أنهم أصبح عليهم واجب والتزام كبير ولا يجب عليهم الانسحاب والعودة مرة أخرى خلف الشاشات البلازما والكى بورد. يجب عليهم أن ينهضوا بالوطن بما لديهم من نوافذ مفتوحة على العالم. يجب عليهم أن يكونوا حزبا وطنيا جديدا. يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم فى شكل مجموعات متنوعة ومنوعة طبقا للتخصص.. كل مجموعة عليها واجب أن تقود حركة التنوير.. فهذه المرة سوف يبذلون الجهد لخدمة الوطن والإصلاح الحقيقى.. ولكننى أهيب بكم جميعا أنه ليس كل ما هو على شبكة المعلومات العنكبوتية هو فى صالح الأمة وفى صالح مصر.. يجب علينا أن نحسن استخدام العدة والوسائل وأن نوظف الوسائل لتحقيق الأهداف.. الأهداف التى نصيغها نحن بأنفسنا لأنفسنا ولا يصيغها آخر لنا. فيجب أن نكتب كل ما يجول فى خاطرنا وأن نحوله إلى ميثاق ودستور.. فأول اليم قطرة فأنا أدعو جميع شباب مصر من كل ربوع الأرض أن يستخدموا الشبكة المعلوماتية العنكبوتية فى شكل إعداد أطروحة المستقبل وان يرسلوا كل ما يخطر ببالهم من رؤيتهم للحياة وطلبات خاصة بكيفية دستور الحياة وأن يرسلوا بها إلى ولى الأمر رئيس الحكومة ونائب الرئيس فهما رجلان من أشجع الرجال الذين نحبهم ونقدرهم فهم من أوصاهم وفوضهم الفارس النبيل الرئيس مبارك لكى يساعدونا كى نمضى بمصر عبر تلك المرحلة الرمادية إلى النور لقد تطوع الرجلان فى هذا الوقت بالتحديد ونحن فى مزيد الاحتياج إليهم ونحتاجهم الآن فى وقت هرب فيه الآخرون. يجب علينا أن لا نكرر الصور المرفوضة من العهد القديم وننتقل بها للعهد الجديد.. وأن نتحرر من كل دنس وأن نتطهر من كل جنابة وأن نحلق شعر رؤوسنا بالموسى لكى ينمو مرة جديدة وبكل شعيرة جديدة فضيلة جديدة ونمحو سيئة.. مللنا الانتظار فى صفوف البطالة والجلوس على المقاهى ومشاهدة البرامج المملة رغبة فى انقضاء الزمن. الفرصة سانحة أن نملى رغبتنا على الدولة أن تمنحنا الأرض والفأس والعرق والجهد علينا.. الفرصة سانحة اليوم أن تمنحنا الدولة الأرض وأنا نبنى بأنفسنا لأولادنا وزوجاتنا المسكن والسقف.. فقد عانينا بالعهد القديم الكثير من أسياخ العز المشرشرة التى كانت رمز للفساد الذى غرس فى قلوبنا غصة بعد غصة. مللنا رؤية السيارات لأصحاب الحظوة ذات الزجاج المعتم ونسر الجمهورية ورؤية قبة المجلس المزور تغطى السيارات والأبواق تنعر نعرة التعالى وسراين الداخلية بالشوارع كلها كانت صور مقززة لا تستر إلا عورات الأقزام. مللنا رؤية الوقوف فى الممنوع . مللنا خسارة البعض منا بالبورصة.. مللنا عدم تكافؤ الفرص بين التابعين وأبنائهم فى الترقى والحوافز وبين من يعملون ممن ليسوا تابعين . مللنا التعالى المفرط من الباشا وبنت الباشا وابن الباشا. مللنا فيديوهات التلذذ بإهانة المواطنين بأقسام البوليس وكله شفناه على الشاشة عن طريق اليوتيوب للحال المقلو . مللنا الشعور بالإهانة والنيل من الكرامة من الأذيال المتسلقين بحزب الأغلبية ذلك الحزب الذى نشأ عملاقا ولا أرى اليوم منهم إلا غبارا أين اليوم أقلام الحزب التى كانت تنهل من الشرفاء وتهدد بسطوة عضويتها ربما هى اليوم فى صفيحة مخلفات مكاتبها. جاء اليوم الذى كنت أتمنى أن أرى تلك الأقلام مكسورة كما هى الآن فهى تعرف نفسها جيدا فهى اليوم وفى دماء النحر مدحورة ولا أعتقد أن لها اليوم مكانا بعد ثورة التغيير. وقد استغرب الآن أنها حتى هذه اللحظة لها وجود. إن لم يكن اليوم عندها الشعور بالندم على ما أذاقت به الكثيرين من الألم. يجب أن نكون جميعا صريحين مع أنفسنا لقد أساء الكثيرون منهم لحزب الأغلبية ذلك الحزب الذى كان يتطلع إليه الكثيرون وأنا منهم على أنه ربان مسيرة التغيير بمصر. إننا اليوم حزينون عليه نشفق عليه ونطالبه على الفور مثلما تم التغيير بالحكومة أن يبدأ هو أيضا بالتغيير فى نفسه، فمازال هناك الكثيرون من أعضائه من المحترمين والذين أسهموا فى إحداث تغيرات كثيرة عن قصد أم من دون قصد. وهنا كلمة حق أقولها إن مفجر حركة التغيير هو جمال مبارك لا أظنه كان مخطئا فى تكريس نفسه لإحداث تغيير بمصر فهو مصرى مثله مثل شباب ميدان التحرير وهو مفجر الثورة فى مهدها حينما كان لا يتكلم إلا عن الشباب ربما كان لا يعلم هو نفسه أن التفجير كان سيصيبه نفسه وكل من تملقوا له. إلا انه أتاح لجموع الشباب المجال الأوسع للنقد وكان ينادى بحرية التعبير عن الرأى وهو نفسه لم يسلم ممن هو أكثر من النقد، وهذه حقيقة مثبته ربما قادت إلى ذلك التغيير الذى نعيشه اليوم بعد الخامس والعشرين من يناير للعام ألفين وأحد عشر ذلك التاريخ الذى لا يجب أن ننساه.