طالب الفنان التشكيلى الدكتور محمد كمال، عضو اللجنة العليا لمشرع أتوبيس الفن الجميل التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة من رئيس الجمهورية، أن يخصص قطعة أرض لعمل متحف لرسوم الأطفال. قال كمال فى تصريح خاص ل"اليوم السابع": "إنه مل المطالبة من الوزراء والمسئولين بهذا المشروع، ولذلك يوجه طلبه إلى رئيس الجمهورية أو السيدة حرمه بصفتها أكثر المهتمين بشئون الأطفال". جاء ذلك خلال افتتاح معرض أتوبيس الفن الجميل بقصر التذوق بالإسكندرية تحت شعار "كلنا مصريون"، حيث قام الفنان السكندرى عصمت داوستاشى بقص شريط افتتاح المعرض، وحضر الافتتاح كل من الدكتور جمال ياقوت مدير قصر التذوق، والكاتب الصحفى أسامة عفيفى، وهو أحد المشرفين على المشروع وإجلال هاشم رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا. وأضاف كمال أن فكرة المعرض تم تنفيذها فى أقل من 24 ساعة من وقت وقوع حادث التفجيرات بالإسكندرية، مشيرا إلى أنه قام على الفور بالاتصال بالدكتور أحمد مجاهد لعمل رحلات وورش رسم للأطفال. وتابع كمال: "أنه كانت هناك صعوبات واجهتهم فى استخراج تصاريح الرحلات إلى الكنائس والمساجد الأثرية فى ذلك الوقت"، مؤكدا رغم كل هذه الصعوبات إلا أنه تم الانتهاء من المعرض فى أقل من 7 أيام، حيث وفر الدكتور أحمد مجاهد جميع الخامات للورشة. وأوضح كمال أن الجولات فى المساجد والكنائس استمرت لمدة ثلاث أيام على التوالى وبعدها كان يتوجه الأطفال لمرسم رضا عبد الرحمن بمتحف الفسطاط ليرسموا لوحاتهم، مشيراً إلى أن عدد الذين شاركوا أكثر من 25 طفلا وقاموا برسم 30 لوحة وجدارية كبيرة اشترك فى رسمها 6 أطفال واستغرقت 120 دقيقة فى رسمها. وأشار إلى أن بعض الرسومات طرحت حلول لمشكلة الفتنة الطائفية فيما بعد، مؤكدا أنه حرص خلال ورشة العمل أن يوجه الأطفال لفكرة دمج الحضارات التى تعاقبت على مصر، والتأكيد على فكرة أن القبطية والإسلام حضارات وليس ديانات. من جانبه قال الكاتب الصحفى أسامة عفيفى والمشرف على الأتوبيس: "إن هذا المعرض سوف يطوف باقى محافظات الجمهورية حتى نجوعها وقراها"، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس وراء هذا المعرض أن تصل رسالته "كلنا مصريون" للأطفال لتنشئتهم على فكرة الوحدة الوطنية وأنه لا فرق بين المسلمين والمسحيين. الفنان التشكيلى عصمت داوستاشى طالب من وزير التربية والتعليم بتخصيص يوم دراسى كامل بالمدارس للرسم، وتفعيل ذلك بالتعاون مع الأخصائيين الثقافيين بالهيئة العامة لقصور الثقافة، مضيفا إلى ذلك ضرورة تفعيل حصة التربية الوطنية داخل المدارس ووضع مناهج من شأنها نبذ الفتنة الطائفية. الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والفنان التشكيلى مصطفى حسين، نقيب الفنانين التشكيليين، قد افتتحا هذا المعرض بنقابة الفنانين التشكيليين. وقد أشاد الدكتور أحمد مجاهد بالمجهود الذى بذله الأطفال فى رسم اللوحات التى أكد أنها معبرة جدا عن فكرة الوحدة الوطنية، مشيراً فى كلمته إلى أنه عندما يرى الأطفال هذا التاريخ الآن ويعبرون عنه فى هذه اللوحات نستطيع أن نتأكد أنه لن يصبح أى طفل من هؤلاء الأطفال فى يوم من الأيام إرهابياً، ولن يصدق أو يستجيب لدعاوى الطائفية، فمصر شعب واحد، وهؤلاء الأطفال عندما يكون لديهم دائماً هذا الوعى وهذه البصيرة بكل الذى شاهدوه، نستطيع أن نطمئن على مستقبلنا.