انطلاق ملتقى التوظيف بشبرا الخيمة    وزير الإسكان: إزالة التعديات على 507 أفدنة ببني سويف والفشن الجديدتين    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 19 مايو 2025    أسعار الذهب في مصر اليوم الاثنين 19 مايو 2025    وزير البترول: ندعم خطط شركة الحفر المصرية للتوسع في الأسواق الخارجية    عطل فني بمطار باريس أورلي يتسبب في إلغاء رحلات لليوم الثاني    صاروخ حوثي يجبر خطوط الطيران اليونانية على إلغاء رحلاتها لإسرائيل    استشهاد 5 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي سوق الفالوجا شمال قطاع غزة    البث العبرية: ساعر طلب إدخال مساعدات لغزة بعد ضغط أوروبي وأمريكي    مواعيد اختبارات الناشئين بنادي السكة الحديد 2025-2026    عودة الأجواء الربيعية على طقس الإسكندرية واعتدال في درجات الحرارة    النشرة المرورية.. كثافات مرتفعة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    انطلاق ملتقى توظيف في إيبارشية شبرا الخيمة الجنوبية بمشاركة 50 شركة ومؤسسة    ضوابط عقد امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    رئيس جامعة القاهرة يكرم الفائزين في مهرجان المسرح للعروض الطويلة و"إبداع 13"    تركي آل الشيخ يشارك متابعيه كواليس «الأسد» ل محمد رمضان |فيديو    مصطفى الفقي.. 40 كتابا بين السياسة والثقافة والدبلوماسية    سرطان البروستاتا الشرس..ماذا نعرف عن حالة بايدن الصحية بعد تشخيص إصابته؟    تحريات لكشف ملابسات اتهام شركة سياحة بالنصب على أشخاص فى الجيزة    استمرار إغلاق «الغردقة البحري» لليوم الثاني بسبب سوء الأحوال الجوية    انتخاب «عبد الغفار» بالإجماع رئيسًا للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب    رئيسة المفوضية الأوروبية: أسبوع حاسم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية    موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للتتويج بلقب دوري nile    المتحف المصري الكبير يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية    أسطورة مانشستر يونايتد: تفاجأت بتجديد عقد صلاح مع ليفربول لهذا السبب    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين فى قضية خلية الجبهة    بولندا تتجه إلى جولة إعادة للانتخابات الرئاسية    مسح سوق العمل يكشف: مندوب المبيعات أكثر وظائف مطلوبة بالقطاعين العام والخاص    أسعار الحديد ومواد البناء اليوم الاثنين 19 مايو 2025    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي الترم الثاني 2025 بالمنيا.. تعرف على المواعيد الرسمية لجميع المواد    «العمل» تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    نمو مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 5.1% خلال الشهر الماضي    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تجدد التزامها بوحدة الإيمان والسلام في الشرق الأوسط من القاهرة    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يتلقى خسارة مذلة أمام أورلاندو سيتي    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    خلل فني.. ما سبب تأخر فتح بوابات مفيض سد النهضة؟    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة وبأقل التكاليف    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    تعرف على موعد طرح كراسات شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية بمشروع "سكن لكل المصريين"    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة نجل سفير سابق بالشيخ زايد    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    شيكابالا يتقدم ببلاغ رسمي ضد مرتضى منصور: اتهامات بالسب والقذف عبر الإنترنت (تفاصيل)    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    البابا لاوون الرابع عشر: العقيدة ليست عائقًا أمام الحوار بل أساس له    مجمع السويس الطبي.. أول منشأة صحية معتمدة دوليًا بالمحافظة    حزب "مستقبل وطن" بسوهاج ينظم قافلة طبية مجانية بالبلابيش شملت الكشف والعلاج ل1630 مواطناً    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    دراما في بارما.. نابولي يصطدم بالقائم والفار ويؤجل الحسم للجولة الأخيرة    بتول عرفة تدعم كارول سماحة بعد وفاة زوجها: «علمتيني يعنى ايه إنسان مسؤول»    أحمد العوضي يثير الجدل بصورة «شبيهه»: «اتخطفت سيكا.. شبيه جامد ده!»    الأهلي ضد الزمالك.. مباراة فاصلة أم التأهل لنهائي دوري السلة    مشروب طبيعي دافئ سهل التحضير يساعد أبناءك على المذاكرة    ما لا يجوز في الأضحية: 18 عيبًا احذر منها قبل الشراء في عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحضور عالمى كبير من 56 دولة.. رابطة العالم الإسلامى تفتتح فى نيويورك مؤتمر التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى.. محمد العيسى: التواصل الحضارى ممتد عبر تاريخ طويل.. وكيل الأزهر: منجاة للإنسانية
نشر في اليوم السابع يوم 17 - 09 - 2017

محمد العيسى: العلاقة الحضارية المتميزة بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة كشفت الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات
باوا جاين: المرحلة تتطلب الانتقال من مرحلة قبول الآخر إلى مرحلة احترام الآخر
الأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان بالأمم المتحدة: المسلمون سيتجاوزون الخمسين مليون نسمة بأمريكا ب2050
ووليم فندلى: تكاتف أبناء الأمّتين الإسلامية والأمريكية كفيل بدحر قوى الشر
المحفوظ بن بيه: قيم الإسلام تتفق مع الدستور الأمريكي
المحفوظ بن بيه: المملكة تحمل كل القيم الإنسانية والدينية التى تؤهلها لقيادة العالم الاسلامى
الشيخ السديس يدعو لنشر ثقافة التواصل الحضارى لتعزيز قيم العدل والمساواة بين البشر
يوسف بن أحمد العثيمين: نحتاج إلى منهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية.. والتركيز على العوامل المشتركة
محمد بن مطر الكعبى: الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية تشكل تهديدًا حقيقيًا للتواصل الحضاري
ديفيد نصر: المسلمين فى أمريكا يتمتعون بالالتزام الدينى الداعى إلى دعم التنمية وتحقيق الرخاء
وكيل الأزهر: التواصل الحضارى بين الشعوب منجاة للإنسانية

بمشاركة الأمم المتحدة وحضور 450 عالمًا ومفكرا يمثلون 56 دولة وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكية، انطلقت فى نيويورك فعاليات مؤتمر رابطة العالم الإسلامى عن "التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى".
وحضر الافتتاح أمين عام الرابطة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، باوا جاين الأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان بالأمم المتحدة، ووليم فندلى الأمين العام لمجلس الأديان العالمى من أجل السلام، الدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية فى جامعة ليبرتى، الدكتور محمد بن مطر الكعبى الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، وفضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى،الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، وسفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة للحريات الدينية سوزان كوك.

أوضح الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامى، فى كلمته فى حفل الافتتاح، أن للتواصل الحضارى بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة تاريخًا ممتدًا فى التبادل والتعاون الإنسانى والمعرفى والاقتصادى والسياسى، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الحضارية المتميزة كشفت الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات المبنية على إثارة نعرة الكراهية والعنصرية ونصب حواجز وهمية ربما كانت فى بعض أطروحاتها حادة للغاية حتى على القواسم المشتركة والتبادل المعرفى والإنسانى، وهو مزلق يتجه نحو انحدار خطير للعقل البشرى فى سياق خروجه جادة التفكير السوى البعيد تمامًا عن المفاهيم الحضارية، وذلك من واقع رفضه للآخر بدافع من التشاؤم أو الكراهية أو خلل التصور، وهذا سيقوده بدون شك إلى ترك الأخذ بالخيارات الممكنة والمتعددة التى تجمع وتُقرِّب وتُسعد، وأن هذا التعايش الحضارى لا يعنى بالضرورة قناعة كل منا بوجهة نظر الآخر، لكن المهم هو تفهمنا لسنة الخالق فى الاختلاف والتعدد والتنوع، ووجوب التعايش والتعاون على ضوء هذا التفهم لخدمة المصالح المتبادلة بل وخدمة الإنسانية جمعاء ولتعزيز السلم الاجتماعى والأمن الفكرى ودحر الشر بل وهزيمته، مع ترسيخ مفاهيم البر والإحسان والعدل والحريات المشروعة مع الجميع دون تمييز دينى ولا مذهبى ولا عرقى ولا سياسى ولا فكرى ولا غير ذلك.

وأوضح العيسى، أن قادة التطرف الإرهابى أكدوا بأنهم يلتقون فكريًا مع بعض أعدائهم (وهم الممثلون للتطرف المضاد) يتلقون حول شيء واحد وهو قناعة وترويج كلٍّ منهم لهذه النظرية الداعية لصراع البشرية سواء لاعتبارات دينية أو مذهبية أو فكرية أو ثقافية، وأن هذه المجازفة الفكرية تنبع من رفض أصحابها من أن يكون على كوكبنا أكثر من رأى أو قناعة، وربما جازف بعضهم ودعا لعنصر وعرق واحد وإلغاء ما سواه بأى أسلوب من أساليب الإلغاء المتاحة له، وهذه بدون شك كارثة فكرية تقود لكارثة إنسانية .

واستطرد أمين عام رابطة العالم الإسلامى قائلًا: "هذا الخلل فى وظيفة الوعى والتفكير سببت للإنسانية مآسى عدة، وأن رابطة العالم تحمل فيما تضطلع به من مهمات رسالة إنسانية عالمية تدعو فيها للتواصل والتفهم والتقارب لخدمة المصالح المتبادلة وخدمة الإنسانية جمعاء مع ترسيخ الوعى بأن الاختلاف والتنوع والتعددية سنة إلهية يجب أن نوظف لها الوعى والفكر الذى منحه الله لنا لنصل للصواب الذى نريده فى أى مجال كان على أن لا نكره غيرنا على رأينا، وأنه ما لم نؤمن بهذه السنة الإلهية فإن البشرية ستكون فى صراع دائم لأنه لا يمكن أن يكون على أرضنا كلها رأى واحد".

وقال العيسى، إن أحداث التاريخ التى شهدت بكوارث مفزعة للصراع يجب أن تكون داعية لنظرية تلاقى وتواصل وتعاون بل وتحالف الحضارات لا لصراعها حيث انتهى الخلل الفكرى بتحليله الفادح فى خطئه لتلك الكوارث إلى فهم تشاؤمى لما يجب أن يكون عليه منطق الوعى والبصيرة والمعالجة الصحيحة.
وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت بكلمة للأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان بالأمم المتحدة ياوا جاين، الذى عبّر عن شكره لرابطة العالم الإسلامى والقائمين عليها لنجاحهم فى عقد مثل هذا المؤتمر المهم؛ معربًا عن إعجابه بالتطوير الذى شهدته الرابطة مؤخرا.

وشبّه جاين الحال الذى يعيشه المسلمون فى الولايات المتحدة حاليًا بما كانت تقاسيه الأقلية السوداء فى أمريكا إبان حقبة الستينات؛ مؤكدًا على عدم وجود دولة قادرة على معالجة هذا الوضع أكثر من المملكة العربية السعودية التى تحرص على مصلحة المسلمين فى شتى بقاع الأرض.
ولفت الأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان بالأمم المتحدة، إلى أن عدد المسلمين فى الولايات المتحدة سيتجاوز الخمسين مليون نسمة فى العام 2050، وأن على الجانبين مشاطرة مخاوفهم وقلقهم بين بعضهم بعضًا، لتذليل كافة العوائق التى من شأنها عرقلة التنمية فى العالم.

وتحدث جاين عن الفكرة الشائعة والخاطئة عن المسلمين فى الولايات المتحدة باعتبارها إحدى أكبر مهددات الاستقرار الاجتماعى، آملًا تجسير هذه الهوّة عبر التواصل الشخصى بين الناس والتحدث بشكل مباشر مع الجميع، داعيًا للانتقال من مرحلة قبول الآخر إلى مرحلة احترام الآخر؛ مشددًا على ضرورة مشاركة المسلمين الأمريكيين فى الحياة العامة والنشاطات المدنية، وأن يتحلوا بالوطنية ويلتزموا بمراعاة مصلحة بلدهم ومواطنيهم.

وفى السياق ذاته، أشاد وليم فندلى الأمين العام لمجلس الأديان العالمى من أجل السلام؛ بالرابطة وقياداتها الجديدة، مضيفًا أن التعاون الذى يربط مجلس الأديان بالرابطة يجعله فخورًا بمثل هذه العلاقة الوثيقة بين المؤسستين؛ معربًا عن أمانيه بأن يستمر التنسيق بين كافة الأطراف من أجل ترسيخ السلام فى العالم.
وأشار فندلى، إلى أن علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامى تنبع من رغبة كِلا الجانبين فى تقديم العون لكافة أفراد الأُسرة البشرية؛ مشددًا على أهمية الدور الذى تقوم به المبادئ السامية باعتبارها قيمةً مشتركة بين الأمّتين الإسلامية والأمريكية؛ ومؤكدًا على أن الحضارات العظيمة لا تنبع إلا من أديان عظيمة وأن هذا إحدى أكبر القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى.

وعبّر الأمين العام لمجلس الأديان العالمى من أجل السلام؛ عن ثقته بأن الدعوة لفعل الخير الموجودة فى الإسلام والمسيحية قادرةٌ على تقوية الروابط بين أمريكا والدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن تكاتف أبناء الأمتين ضد ما يؤذيهم كفيل بدحر قوى الشر ونشر السلام.
وحول الصورة النمطية عن المسلمين فى أمريكا قال فندلى، إن مواصلة الحوار بين الجانبين سيعمل على تبديد سوء الفهم وتقريب وجهات النظر، طالما توفرت النية الحسنة والعمل المخلص.

واستهل الدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية فى جامعة ليبرتى، خطابه بإزجاء التحية للرابطة لتخصيص مؤتمر حول سُبل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى، مشيرا إلى أن تجربته الشخصية كونه مهاجرًا إيرانيًا جعلته يدرك أهمية الاندماج فى المجتمعات الجديدة؛ وكشفت له سهولة تحقيق هذا الهدف طالما توفر الصدق من جهة الفرد والقبول من جهة المجتمع.

وشرح نائب الرئيس للتنمية الروحية فى جامعة ليبرتى، منهج جامعته المسيحية فى تعزيز قيم التسامح والانفتاح بين الطلاب؛ ودفعِهم باتجاه التواصل مع المسلمين فى أمريكا والذين يتمتعون بنفس الالتزام الدينى الداعى إلى دعم التنمية وتحقيق الرخاء.
وركّز نصر، على الدور الفاعل الذى يمكن للمشروعات البينية فعله لتوثيق عرى العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؛ مشددًا على ضرورة توفر الإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف ونبذ اليأس والانهزامية.

بدوره شدد الدكتور محمد بن مطر الكعبى رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة، على أهمية تبادل الآراء والخبرات حول التواصل الإيجابى والفعال بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى، لافتًا إلى أن البحث حول سبل تعزيز الحوار بين الأمّتين مستمر على كافة المستويات، خاصة بعد القمة الأمريكية العربية الإسلامية التاريخية التى استضافتها الرياض.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن شعوب العالم الإسلامى ترى أن التواصل الحضارى مع الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن يستند على القيم المشتركة بين مبادئ الحضارة الإسلامية والقيم المثلى بالدستور الأمريكى والتى تقدس الحرية وترسى الديمقراطية وتحتكم إلى القانون وتحترم حقوق الإنسان، وعلى هذا المبدأ بُنِيت العلاقات الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجى على قواعد صلبة من القيم المشتركة والتكامل الحضارى وترابط المصالح المشتركة والتعاون فى مجمل القضايا على المستويين الإقليمى والدولي.

وأشار د.الكعبى، إلى أن الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية التى يشهدها العالم اليوم تشكل تهديدًا حقيقيًا لهذا التواصل الحضارى، وتستوجب على قادة الفكر وصناع الرأى ورجال الدين ومراكز القرار أن يسارعوا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التحديات الجسيمة لتعزيز الحوار ونشر قيم الحب بدلا من الحرب، وإحلال ثقافة التسامح والتعايش محل العداوة والبغضاء، وإرساء مبادئ العدل والسلام مكان الظلم والطغيان.
ولفت رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن الولايات المتحدة وقادة العالم العربى والإسلامى اتفقوا على بناء شراكة وثيقة لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليميا ودوليًا، وأكدوا التزامهم الراسخ فى محاربة الإرهاب بكافة أشكاله، والتصدى لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله وتعزيز التعايش والتعاون بين الشعوب، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة، كما سعى القادة إلى عقد شراكة إستراتيجية بين أمريكا والعالم الإسلامى لتنسيق المواقف والرؤى، وتعزيز البناء العلمى والتبادل المعرفى والتعاون البحثى وبناء القدرات فى كافة المجالات للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضاف محمد الكعبى، أن المؤسسات الدينية التى تمثل الاعتدال بالعالم الإسلامى قامت بجهود كبيرة لتعزيز التواصل، وها هى رابطة العالم الإسلامى تدعو الجميع فى المؤتمر إلى تصحيح المفاهيم الدينية التى شوهها المتطرفون واتخذوا منها غطاء لممارساتهم الإجرامية والإرهابية، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الجميع مدعوٌ لمواجهة التعصب والتطرف بجميع أشكاله.

من جهته شكر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الرابطة على إقامة المؤتمر، مشيرًا إلى أن المنظمة تؤمن بدور الحوار فى تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين بين الشعوب، موضحَا أن إرساء ثقافة التعايش السلمى من شأنه خدمة الولايات المتحدة والعالم الإسلامى على حدٍ سواء؛ مؤكدًا على أن تعزيز الترابط بين الأمم يحميهم من الوقوع فى براثن الكراهية والتمييز.

ودعا العثيمين، إلى التصدى للإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب من خلال اعتماد منهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية؛ مشددًا على أهمية التركيز على العوامل المشتركة بين الأمتين للتأسيس لحوار مفيد للطرفين، معتبرًا أن التحديات التى تواجه الجانبين تحتم عليهما توحيد الجهود فى ترسيخ قيم الحوار وتجسيدها فى الحياة اليومية.


وفى كلمته عبّر الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، عن سعادته بالمشاركة فى المؤتمر، مشيرًا إلى أن الأصل الإنسانى المشترك بين الناس يدعوهم إلى الابتعاد عن التفرقة فيما بينهم والركون للسلم والحوار.

وتطرق الشيخ السديس إلى أنواع التواصل بين الأمم وعن دورها فى توثيق العلاقات بين البشر؛ مؤكدًا ريادة المملكة فى مجال التواصل الحضاري؛ وداعيًا لنشر هذه الثقافة فى كافة البلدان لما يثمر عنها من تعزيز لقيم العدل والمساواة بين البشر.

وحول علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامى، شدد الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، على ضرورة تفعيل كافة القنوات الهادفة لإعمار الأرض ونشر الخير؛ وبالمقابل مواجهة دعاة التطرف والإرهاب من أصحاب الفكر المنحرف باتباع أساليب ذات أسس علمية.

بدوره نوّه الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، فى كلمته بدور المملكة فى تعزيز السلم بين الشعوب واحتضانها لمقر رابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة التى تجسد تاريخا عظيمًا، ليس للديانة الإسلامية فحسب وإنما للعائلة الإبراهيمية الكبرى، مشددًا على أن المملكة تحمل كل القيم الإنسانية والدينية وهى جديرة بقيادة العالم الإسلامى لمثل هذه اللقاءات والمؤتمرات.

وأكد بن بيه على أهمية المؤتمر الذى يأتى فى وقت حرج يواجه فيه العالم مخاطر وجودية تهدد بنهاية المسيرة البشرية، فهى المرة الأولى فى التاريخ التى يمتلك فيها الإنسان أسلحة يمكن له بواسطتها أن يدمر كوكب الأرض بأكمله.

وشخّص رئيس منتدى تعزيز السلم، حال الحضارة البشرية بالمرض، مضيفًا أن الجهود التى تبذلها الرابطة تسهم كثيرا فى تعزيز الحوار والتعارف والتعاون، وحيّا أخذ الرابطة لزمام المبادرة دائمًا فى فتح أفق الحوار، واصفًا إياها بالمؤسسة العريقة التى تعتبر بمثابة منصة للحوار ومنبر لتبادل الأفكار ويقودها باقتدار الشيخ الدكتور محمد العيسى.

كما وتحدث الشيخ بن بيه عن العلاقات الإسلامية الأمريكية، موضحًا أنها مبنية على القيم الإنسانية المشتركة الأربع وهى الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل، والتى تمثل جوهر التعايش بين البشر، مؤكدًا أن كل هذه القيم تتفق مع الدستور الأمريكى، مختتمًا كلمته بالتشديد على أهمية تُقدّم كل جهة نفسها إلى الآخر بشكل جيد وأن تؤمن بقيم الحوار وتشجع كل مبادرات التعايش والتسامح، وتمنى للمؤتمر التوفيق والسداد.
ومن جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن مؤتمر "التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى" يأتى فى ظروف صعبة تحل بالعالم الإسلامى وغيره، ليؤكد على أهمية هذا التواصل وأن نكون مدركين بأنه لا نجاة إلا بتبنى ثقافة السلام بديلًا عن ثقافة الحرب والقهر التى أثبتت على مر العصور فشلها فى حل أى صراع أو نزاع أو تحقيق مكاسب دائمة لما يستخدمها مهما كانت قوتها.
وأضاف شومان، أن العمل المشترك الجاد بين المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يقدم الكثير للعالم أجمع، متابعًا: "إذا أردنا ذلك فعلينا أن نقنع من خلفنا من المسلمين وغيرهم بصدق توجهنا وأننا نعمل سويًا إلى ما فيه خير للإنسانية وإعادة النهضة بعيدًا عن التجاذبات السياسية".

وأوضح وكيل الأزهر الشريف، أن التواصل الحضارى بين المسلمين وإتباع الأديان الأخرى فى الصدر الأول من الإسلام، ومن خلال استقبال الوفود، حيث استقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفدًا من مسيحى نجران، وإرسل عدد من الرسل إلى ملوك الفرس وملوك الروم والحبشة ومصر واليمن، فيما تواصل هذا التواصل الحضارى بين المسلمين وغيرهم فى العصور التالية من خلال الاستفادة من الحضارات الأخرى من الإسلام.

وشدد شومان، على أن كافة الحضارات لا تنكر جهود ابن الهيثم وابن سيناء وابن البيطار والاستفادة من تجربة عباس ابن فرناس، مبينًا بأن الحضارة الإسلامية استفادت من الثقافات المختلفة والذى بلغت ذروتها فى العهد العباسى حيث تم إنشاء بيت الحكمة ونشطت حركة الترجمات، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامى علمنا أن الاختلاف فى الدين أو المعتقد لا ينبغى أن يكون سببًا للصراع أو الشقاق، كما أن الناس جميعًا مشتركات إنسانية يجب العمل عليها.

واستشهد وكيل الأزهر الشريف، بالانفتاح المبكر للإسلام على غير المسلمين باستعانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة برجل من غير أهل الإسلام، ليقدم درسًا على كافة المسلمين فى هذا العصر أن يفهموه جيدًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.