بحوث جنوب سيناء يستقبل وفود طلابية لتعزيز التعلم التطبيقي في البيئات الصحراوية    وزير الخارجية يدعو إلى سرعة تشكيل "القوة الدولية" في غزة    وزارة الدفاع الروسية تعلن استيلاء قواتها على قريتين أخريَيْن شرقي أوكرانيا    القاهرة الإخبارية: غياب الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال يعكس عمق التحديات التي تواجه لبنان    وفاة نبيل خشبة أمين صندوق اتحاد كرة اليد    بذكريات الهاتريك.. مرموش يسعى لاستعادة تألقه في البريميرليج أمام نيوكاسل    تاريخ مواجهات الأهلي وشبيبة القبائل قبل لقاء اليوم    فريق قادرون باختلاف يتألق على مسرح وزارة الشباب والرياضة في أسيوط    إسلام سمير: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك    إيداع اللاعب رمضان صبحي في قفص الاتهام    "التضامن": بدء سداد قيمة رسوم اشتراك الرحلة من الحجاج بداية من غد الأحد    الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري    أكاديمية الشرطة تنظم دورة تدريبية عن كيفية كشف تزوير وثائق السفر    غرفة السياحة تشيد بجهود الأجهزة الأمنية في مكافحة عمل سماسرة الحج والعمرة    وزارة الصناعة: تخصيص 100 قطعة أرض لمشروعات صناعية جديدة في 16 محافظة    جهاز تنمية المشروعات يشارك في قمة المعرفة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة    عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية    دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع    انتخابات النواب، إقبال متواصل للمصريين بالخارج في اليوم الثاني داخل 4 دول    رئيس الوزراء يشارك في فعاليات قمة مجموعة العشرين «G20» بجوهانسبرج    حملات مرورية.. الأوناش ترفع 39 سيارة ودراجة نارية متهالكة    خاص| لجنة من «تعليم القاهرة» تبدأ التحقيق في وقائع مدرسة سيدز للغات    وفاة شاب إثر اصطدام دراجته النارية بشجرة على طريق بحيرة قارون بالفيوم    مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    سوريا.. فرق الإطفاء تكافح لإخماد حرائق غابات في اللاذقية وسط صعوبات    إنقاذ حياة مريض بعد جراحة معقدة لإزالة سدة بالشريان السباتي بمستشفى السنبلاوين    وزيرة «التخطيط» تبحث مع «بروباركو» الفرنسية خطط تمويل و تمكين القطاع الخاص    انتخابات النواب بالخارج.. إقبال كبير للمشاركة بانتخابات النواب باليوم الأخير في السعودية وسلطنة عمان |صور    إقبال المصريين على سفارة مصر بباريس في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج    مخرجة لبنانية: مهرجان القاهرة منح فيلمي حياة مستقلة وفتح له أبواب العالم    بعد تصدره التريند.. موعد عرض برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة    استخدمت لأداء المهام المنزلية، سر عرض تماثيل الخدم في المتحف المصري بالتحرير    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    فاركو يواجه سيراميكا بحثا عن استفاقة في الدوري    عاشور يناقش مع خبراء تطوير التعليم العالي بالاتحاد الأوروبي تعزيز آفاق التعاون الدولي    وصفات من مكونات طبيعية لتنظيف القولون في المنزل    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 22 نوفمبر 2025    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    موعد تطبيق منظومة السيارات الجديدة بديلة التوك توك فى الجيزة    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    محمد التاجي: اعتذار محمد سلام اللحظي خلق «شماتة» ويتعارض مع تقاليد المهنة    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"التجربة الفيتنامية من الحرب إلى التنمية"... الهيئة العامة للاستعلامات ترصد فى تقرير رسمى تاريخ فيتنام..السيسى أول زعيم مصرى يزورها. مساحتها نحو 331 ألف كيلو متر مربع.. وهذه تفاصيل الخروج من دائرة الدم والحرب
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 09 - 2017

أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات تقريرا عن التجربة الفيتنامية بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ل "فيتنام" كأول زعيم مصرى تطأ قدميه هذه الأرض .
وبحسب التقرير فإن فيتنام تمتلك تجربة انسانية جديرة بالتأمل والاستفادة من دروسها، خاصة مع كثير من التشابه، بين ظروفها وظروف مصر فى عدد السكان والحروب والمشكلات الاجتماعية، والبيئة الإقليمية، مع معطيات أكثر صعوبة اجتازها الفيتناميون، وعبروا ببلادهم منها إلى مسار النمو والحداثة والتقدم، حتى صنف شعبها ضمن أكثر شعوب العالم سعادة، طبقا لتقرير مؤشر السعادة فى العالم الذى ضم نحو 155 دولة بمعايير كل من متوسط العمر المتوقع، ومستوى الرفاهية، والمساواة، والعوامل البيئية.
وطبقا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، حفر شعب فيتنام صورة أسطورية لبلاده فى أذهان العالم مرتين خلال نصف قرن: الأولى فى الحرب التى لا مثيل فى دمارها عبر التاريخ الحديث للإنسانية، والثانية فى الانبعاث من ركام هذه الحرب، إلى بناء دولة مستقرة ناهضة، تزرع وتصنع وتنتج وتصدر، وتستقبل ملايين السياح ومليارات الدولارات من الاستثمارات.
كيف صنع شعب فيتنام التاريخ من رحم المحنة
وقالت الهيئة، إنها إرادة شعب، قرر أن يصنع تاريخاً فى النضال، فملأ ذاكرة الدنيا بطولات وصموداً، فتحرر أولاً من الاستعمار الفرنسى، ثم ألحق هزيمة ساحقة بأكبر قوة عسكرية في التاريخ الإنساني الحديث هي الولايات المتحدة الأمريكية (وحلفاؤها المحليين)، في ملحمة هزت ضمير الإنسانية وحازت تقدير العدو قبل الصديق، وخلدتها السينما العالمية في عشرات الافلام التي جسدت معاناة الجنود الأمريكيين، وبشاعة ما يقترفه جيشهم، وصمود المقاومة الفيتنامية. ورغم مرور عشرات السنين مازالت حرب فيتنام الأولى والثانية، معينا لا ينضب كمصدر إلهام لصناع السينما الامريكية والكورية والإيطالية والفرنسية.
وخرجت أمريكا تجر أذيال هزيمتها و58 ألف جثة لقتلاها وثلاثمائة ألف جريح، بينما تركت فيتنام تلعق جراح وطن مدمر سقط منه أكثر من مليوني قتيل معظمهم من شمال فيتنام، وثلاثة ملايين جريح و13 مليون مشرد من الشمال يمثلون نصف سكانه آنذاك. ولم يبق في البلاد مبنى سليماً، ولا جسراً قائماً، ولا مصنعاً ولا منشأة، بل لم تكن بها شجرة قائمة ولا أرضاً تصلح لشئ، بعدما مسح الأمريكيون كل مقومات الحياة للنبات والحيوان على أرضها، بإلقاء 100 ألف طن من النابالم الحارق، و11 مليون جالون من المبيد الحشري القاتل للحياة والنباتات الذى عرف باسم السائل البرتقالي، إضافة إلى إلقاء 21 مليون قنبلة و14 مليون طن من القذائف المتنوعة.
وجاء فى التقرير، " إن الأسوأ من كل ذلك، تركت الحرب في فيتنام شعباً منهكاً مثخناً لا يصلح لشئ، إلا للقتال وحروب العصابات. شعب منقسم بين شقين، حارب كل منهما الآخر إلى حد الإبادة، وانقسامات عرقية إلى حد التطهير العرقي، فدخلت فيتنام في محنة أسوأ من الحرب، وغرقت لمدة عشر سنوات أخرى فى حروب داخلية وخارجية، وفشل القادة الذين انتصروا في الحرب في إدارة البلاد، ففر السكان بالقوارب، باحثين عن لجوء خارجى، ووقع الباقون فى براثن الجوع والبطالة.

لحظات مواجهة الحقيقة
وفى ديسمبر عام 1986، حانت لحظة مواجهة الحقيقة، وشجاعة الاعتراف بالخطايا، وامتلكها فعلا مؤتمر الحزب الشيوعي الفيتنامي، في اجتماع تاريخي (يشبه ما فعلته الجارة الكبرى الصين في الاجتماع ال 11 للحزب الشيوعي الصيني عام 1978 )، فاعترف القادة الفيتناميون بالفشل، وبدأت حملة النقد الذاتي وعلاج الاخطاء والعيوب، في السياسة والحكم وفى الاقتصاد والانتاج، وأعلنت سياسة التجديد، “Doi Moi”، مع إيلاء أولوية قصوى للإصلاح الاقتصادي من أجل خلق مجتمع متعدد القطاعات في السوق التي تنظمها الحكومة، في الوقت نفسه تعزيز البيئة القانونية وتجديد الحزب والدولة والهياكل الادارية. ومنذ ذلك الحين بدأ انفتاح الاقتصاد الفيتنامي وتحولت من الاقتصاد المخطط مركزيا بشدة إلى سوق تعددية.

لم يكن طريق الإصلاح سهلا، ولم تبدأ ثماره في الظهور الا مع بداية تسعينيات القرن الماضي، عندما تحقق الاكتفاء الذاتي في الارز وصدرت فيتنام أول مليون طن من الفائض، ثم انطلق النمو وتحققت معجزة اقتصادية في ربع قرن، تقول أرقامها اليوم: إن متوسط النمو السنوي بلغ نحو 7% من عام 0199 حتى عام 2016 ، وتراجعت نسبة المواطنين تحت خط الفقر من 60% عام 3199 الى 11% عام 2014، وانتقل الاقتصاد من أفقر دول العالم بمتوسط دخل الفرد 100 دولار في نهاية السبعينيات إلى إحدى دول الدخل المتوسط بنحو 2000 دولار نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي، الذى بلغ 200 مليار دولار مقسوما على عدد السكان الذى يقرب من 100 مليون نسمة. وتضاعفت الصادرات بزيادة نحو 20% سنوياً حتى وصلت إلى 165 مليار دولار عام 2014 (سبعة أضعاف صادرات مصر) والواردات 150 مليار دولار بفائض 15 مليار دولار فى الميزان التجاري، وبلغ التضخم أقل من 1% عام 2015 بعدما تجاوز 76% عام 0199، بينما وصل عجز الميزانية إلى حدود 1.2% من الناتج المحلى الإجمالي، والدين العام الخارجي أقل من 50% من الناتج المحلي الاجمالي.
وبلغ عدد العاملين نحو 55 مليون نسمة في الترتيب 12 عالمياً، والبطالة 3.5 % في الترتيب 30 عالمياً، والاستثمارات الأجنبية المباشرة تتضاعف بسرعة نتيجة رخص تكلفة العمالة المتعلمة والمدربة بعدما تحول شباب فيتنام إلى ثروة وطنية نتيجة سياسة تعليمية ناجحة ينفق عليها أكثر من 7% من الناتج المحلي الإجمالي. وزار فيتنام نحو 8 ملايين سائح حققوا دخلا بلغ 16 مليار دولار في عام 2015، وتحولت فيتنام إلى خامس أكبر دولة مصدرة في العالم للملابس الجاهزة بنحو 20 مليار دولار سنويا، رغم أنها لا تزرع القطن وإنما تستورده من الولايات المتحدة والهند وجنوب إفريقيا، ثم تقوم بتصنيعه وتصدير الملابس الجاهزة.

وهكذا عرف شباب العالم الذي لم يعاصر الحرب في فيتنام مرتين: مرة بنضالها التاريخي كما جسدته لهم السينما، ومرة بإنتاجها الغزير المتميز فيما يرتدونه من ملابس واحذية رياضية تقتحم كل أسواق العالم.

إن التجربة الفيتنامية عميقة في الحرب، وفى التحول الى التنمية والتقدم، وحافلة بالدروس والتفاصيل التي يمكن فقط اختصارها في عدد من المحطات التي رصدها تقرير هيئة الاستعلامات على النحو التالي:
فيتنام .. تاريخ وجغرافيا
- تقع جمهورية فيتنام الاشتراكية في أقصى شرق شبه جزيرة الهند الصينية جنوب شرقي آسيا على خليج تونكين وبحر الصين عاصمتها هانوي، تحدها من الشمال الصين ومن الشرق خليج تونكين، ومن الغرب لاوس وتايلاند وكمبوديا، ومن مدنها مدينة هوشي منه أو سايجون سابقا وهايفونج.
- تبلغ مساحتها نحو 331 ألف كيلو متر مربع وسكانها نحو 96 مليون نسمة عام 2014.
- المنطقة المعروفة حاليا باسم "فيتنام" يرجع تاريخها إلى عدة آلاف من السنين منذ حوالي سنة 2000 إلى 1400 ق.م.
- في العصر الحديث أقدمت فرنسا على سلسلة من الغزوات العسكرية منذ عام 1859 حتى عام 1885 عندما أصبحت البلاد كلها جزءا من مستعمرة الهند الصينية الفرنسية، وفرضت الإدارة الفرنسية تغييرات سياسية وثقافية مهمة في المجتمع الفيتنامي.

الحرب الفيتنامية الأولى
في سنة 1941، ظهرت "حركة التحرر الشيوعية القومية " فيت منه، تحت حكم هو شي منه، وسعت إلى استقلال فيتنام عن فرنسا وكذلك مقاومة الاحتلال الياباني.
- لقي نحو 2 مليون فيتنامى، أي حوالي 10 ٪ من السكان حتفهم خلال ما يسمى بمجاعة فيتنام عامي 1944-1945.
- في أعقاب الهزيمة العسكرية لليابان وسقوط إمبراطورتيها الفيتنامية في أغسطس 1945، استولت قوات فيت منه على هانوي وأعلنت الحكومة المؤقتة.

- حاربت فرنسا ضد الفيت منه، أو الحلف الثوري لاستقلال فيتنام، التابع لهوشي منه، لثماني سنوات (1946 إلى 1954)، لكنها هزمت عام 1954 بعد معركة "ديان بيان فو"، ووقعت اتفاقية سلام في جنيف بسويسرا عام 1954، قضت بتقسيم مؤقت لفيتنام إلى شطرين يفصل بينهما خط عرض 17، حيث جزء من الشمال مع "هوشي منه " فيتنام الديمقراطية الشعبية"، وقسم آخر في الجنوب هو جمهورية فيتنام بزعامة ديم، ولكنها نادت بانتخابات على مستوى الدولة في عام 1956 لإعادة توحيد البلاد، وهو مالم يحدث.
حرب فيتنام وأمريكا
في عام 1957، بدأت قوات الفيت منه في الجنوب في التمرد على حكومة ديم. وقد عرف هؤلاء بالفيت كونغ. وفي عام 1959، أعلنت شمال فيتنام تأييدها لهذه الفئة وأمرتها بشن كفاح شامل ضد حكومتها. وفي عام 1960، شكل الثوار جبهة التحرير الوطنية.
- ظلت أميركا تساند حكومة ديم، في حين كانت حكومة هانوي الشيوعية في شمال فيتنام مصممة على توحيد شطري البلاد.
- منذ فبراير 1965، توالى القصف الأميركي لشمال فيتنام. وفي 6 مارس تم أول إنزال للبحرية الأميركية، وظل الوجود العسكري الأميركي يزداد في فيتنام ليبلغ في نهاية 1965 ما يناهز 200 ألف جندي، ثم وصل في صيف 1968 إلى 550 ألفا، اضافة إلى نحو 800,000 من قوات جنوب فيتنام الجنوبية.
ومع ما تكبدته أميركا من خسائر بشرية ومادية، انقسم الشعب في الولايات المتحدة بسبب تورطها في الحرب، والممارسات البشعة واللا إنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين. ورأى البعض أن الولايات المتحدة تساند الحكومات الفاسدة وغير الشعبية في جنوب فيتنام، ونادوا بانسحاب الولايات المتحدة، وقاد هذا التيار رموز من المجتمع الأمريكي كان من بينهم الملاكم الأسطوري محمد على كلاي الذى رفض الخدمة في الجيش الأمريكي في فيتنام، و دفع ثمن ذلك تجريده من لقبه.
هجوم كاسح نحو الجنوب
- أخذت الحرب منحى خطيرا حين قامت قوات شمال فيتنام يوم 30 مارس 1972 بهجوم كاسح نحو الجنوب متجاوزة بذلك المنطقة المنزوعة السلاح، وكان رد الفعل الأميركي مزيدا من القصف الجوي. وبينما كانت نيران الحرب تشتعل بدأت المفاوضات السرية بين الطرفين، حيث اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي وقتها هنري كيسنجر بمندوب شمال فيتنام دوك تو.
- في 23 يناير 1973 أعلن عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 28 من نفس الشهر. وتضمن الاتفاق انسحاب القوات الأميركية من جنوب فيتنام خلال الشهرين التاليين للتوقيع، وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين خلال 15 يوما من التوقيع.
- لم ينته مارس 1973، حتى غادر آخر جندي أميركي من فيتنام، غير أن فضيحة ووترجيت التي أجبرت نيكسون على الاستقالة في 9 أغسطس 1974، جعلت أميركا غير قادرة على مساندة حكومة سايغون.
- انتهز الشماليون فرصة انشغال واشنطن بووترجيت ومعاداة الرئيس الفيتنامي الجنوبي للشيوعيين الجنوبيين، فشنوا هجوما كاسحا على الجنوب توج بدخول سايغون يوم 30 إبريل من نفس السنة.
- فى عام 1976، استطاعت هانوي أن توحد شمالي وجنوبي فيتنام في دولة فيتنامية واحدة.
العشرية الفاشلة 1976 - 1986
اتجهت الدولة لتنمية الجنوب على غرار النمط الشيوعي في الشمال، وترسيخ أحكام سيطرة الدولة على الاقتصاد، وإنشاء “المناطق الاقتصادية الجديدة”، ونقل السكان قسرا اليها، وفرض نظام المزارع الجماعية والتوريد الإجباري لمحاصيل الحبوب، لكن كل ذلك لم يؤد إلى تحقيق التنمية وأدى الى نقص حاد في المحاصيل الزراعية.
- حاول النظام الشيوعي آنذاك الهروب من فشله، فاتبع سياسة اختلاق العداء مع الخارج، فقام باضطهاد الأقلية الصينية واتخذ ضدهم إجراءات تعسفية، مما اضطر معه كثير من فيتناميي الجنوب ومن ذوى الأصول الصينية إلى النزوح بوساطة زوارق صغيرة محفوفة بالمخاطر للجوء إلى بعض دول جنوب شرقي آسيا.

- فى عام 1978 اشتعلت الحروب مع “الشقيقتين الاشتراكيتين كمبوديا والصين” فاجتاحت فيتنام دولة كمبوديا ولم تنسحب منها إلا في سبتمبر عام 1989، ونتيجة ذلك أوقفت الصين كل مساعداتها بل قامت عام 1979 بغزو فيتنام في حرب قصيرة راح ضحيتها 60 الف قتيل من الجانبين، واصبحت فيتنام بين فشل في الداخل، وعزلة دولية وحروب طاحنة في الخارج.
سنوات المعجزة فى فيتنام
- في ديسمبر عام 1986 مارس مؤتمر الحزب الشيوعي في فيتنام النقد الذاتي، واعترف بأخطاء السنوات الماضية، وتقييم نتائجها بعناية، وتحليل الأخطاء والعيوب، وأعلن ما أسماه "سياسة التجديد"، وتحديث هياكل الدولة، وقرر تبني سياسية التحول من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق، كما قرر على وجه التحديد:
· الحد من الدعم الذي تقدمه الدولة.
· تنويع ملكية الأصول المملوكة ملكية عامة.
· تشجيع وتحفيز تنمية المؤسسات الخاصة والأفراد والقطاعات الاقتصادية.
· الاستغلال الأمثل للموارد من أجل تنمية الإنتاج وتبادل السلع.
· وضع سياسات من أجل دمج فيتنام في الاقتصادات العالمية والإقليمية.
· زيادة أنشطة التجارة الخارجية وتشجيع الاستثمار المباشر.
· اتخاذ إجراءات في مجال الإصلاح الإداري جنباً إلى جنب مع الإصلاحات المتخذة في مجال السياسة الاقتصادية.
· الجمع بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاستقرار الاجتماعي.

- اعتبارا من عام 1989، بدأت فيتنام تصدير نحو 1- 1.5 طن من الأرز، وازداد الأمن الداخلي رسوخا، والعلاقات الخارجية استطاعت تخليص البلاد من الحصار والعزلة.
- في يونيو 1991، أكد الحزب الشيوعي عزمه على مواصلة عملية التجديد والتغلب على الصعوبات والتحديات، والحفاظ على استقرار الداخلي السياسي، وأقر السياسة الخارجية المنفتحة على العالم مؤكدا أن "فيتنام تريد ان تكون صديقة لجميع البلدان الأخرى في المجتمع الدولي من أجل السلام والاستقلال والتنمية".
- فى عام 1989 تحسنت العلاقات مع الصين عقب الانسحاب من كمبوديا. وفى عام 1994 رفعت الولايات المتحدة الحظر التجاري الذي كانت قد فرضته على فيتنام لأكثر من ثلاثين عاما، وفي عام 1995 انضمت فيتنام إلى عضوية (الآسيان) رابطة دول جنوب شرق آسيا والتي تضم في عضويتها كل من إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، بروناي، لاوس، بورما، كمبودي.
- في الفترة (1991- 1998) بلغ معدل النمو الاقتصادي 8 % سنويا، وفى عام 1999 تراجع النمو الى 4.5 % جراء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بمنطقة جنوب شرق أسيا، ثم عاد الصعود إلى نحو 7%. وبحلول سبتمبر 2000 بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة 36 مليار دولار في 2500 مشروعاً.
- باتجاه فيتنام نحو التصنيع، انخفضت نسبة مساهمة الزراعة في الاقتصاد القومي من حوالى 25٪ عام 2000 إلى 18٪ عام 2014، بينما ارتفعت نسبة مساهمة الصناعة من 36٪ إلى 38٪ في نفس الفترة.
- وخلال الخمس سنوات 2009- 2014 زادت صادرات فيتنام بمعدل 21.1% سنويا حيث زادت الصادرات من 63.5 مليار دولار عام 2009 الى 165 مليار دولار عام 2014 وأهم صادراتها المعدات والاجهزة الالكترونية وأجهزة الكومبيوتر وأهم الدول المستوردة: الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة، بينما زاد حجم الواردات من17,7 مليار دولار الى 151 مليار دولار من كل من الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان وتايلاند وسنغافورة.
- تتوقع المؤسسات المالية الدولية أن اقتصاد فيتنام لو استمر في تحقيق نسبة النمو الحالية لعشر سنوات أخرى – وهو الأمر المتوقع – سوف يصبح أحد النمور الاقتصادية القوية في منطقة جنوب شرق آسيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.