فى عمرتى الأخيرة شاهدت أمر له تعجبت سيده فى حوالى الخامسة والستين من عمرها تراها ترى النور يشع من وجهها يهفو قلبك لكلامها وتتعلق عيناك بها عند سماعها ترتدى لباس أبيض يظهر طهرها فهى كالملائكة فى روحها وجدتها تبكى فى الحرم المكى ولم أجد نفسى إلا باكية أمامها وبدأت بسؤالها .. ماذا بك يا أمى ولمَ تذرفين دمعاتك هذه كلها ؟ قالت يا ابنتى أموالى سرقت ثلاثة آلاف دولار من دون أن أدرى لم أجدها شخص ما منى أخذها هى كل ما أملك هنا ويعلم الله وحده كيف جمعتها ابنتى أهدتهم لى وقالت يا أمى تعبتى وعمرتى هذه مكافأة لى منها فهدأت من روعها ولا أدرى ماذا أفعل أنا لها الكثيرون التفوا حولها وصاروا يواسونها وصارت هى تندب حظها ولماذا اختارها السارق من بين آلاف النساء اللائى كن حولها إنها جاءت إلى بيت ربها بنفس هادئة مطمئنة أمنه تصلى وتدعى ربها عسى أن يستجيب دعواتها ويحسن خاتمتها صرت أتساءل ألا يخشى هذا الإنسان من ربهِ يسرق وهو بين يدهِ ألم يفكر للحظة واحدة أن تكون هذه خاتمتهِ ألم يشعر بالخوف أو بالرعشة تسرى فى جسدهِ حقا إنها قلوب عمياء ونفوس جرداء