بعيون مفتوحة ووسط حالة من الترقب والحذر، تراقب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تطورات المشهد الخليجى المتسارع بعد اندلاع طوفان الغضب العربى الذى ضرب إمارة قطر الراعية للإرهاب، وإقدام كلاً من مصر والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وغلق المجال الجوى والحدود التى تربط دول الجوار القطرى. وبعد سلسلة من الدعوات المتكررة لاتخاذ الإدارة الأمريكية قراراً بوضع قطر على قوائم الدول الراعية للإرهاب، وبعدما أقدم مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون على المطالبة بمراجعة دقيقة وشاملة لعلاقات واشنطنوالدوحة ، قالت مجلة فوربس الأمريكية فى تقرير لها اليوم ، بعد ساعات من قطع الدول العربية علاقتها مع قطر إن الولاياتالمتحدة ربما تقدم على خطوة مماثلة ولكن بعد دراسة. وأضافت المجلة فى تقريرها إن الخطوة العربية تبعث برسالة لباقى الشرق الأوسط والقادة المسلمين فى كل مكان إنهم لا يستطيعون التسامح مع الإرهاب فى بلادهم. وتساءلت المجلة عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستتبع دول الخليج فى قطع العلاقات مع قطر، مشيرة إلى أن القطريين معروفين بتقديم الدعم المالى للمنظمات التى تعتبرها الولاياتالمتحدة إرهابية مثل حماس. ومع توقع البعض لتصعيد الأمر إلى حد الحرب، قالت فوربس إن قطر لا تستطيع أن تخوض حربا مع السعودية لأنها تفتقر للأفراد العسكريين والعتاد لمواجهة قوة إقليمية، ناهيك عن عبور الصحراء. كما أن قطر لن تنضم لإيران فى قتال جيرانها فى الخليج لأنه لا يوجد فائدة لقطر أن تكون دولة وكيلة لطهران مثل اليمن سوريا. والأغلب أن قطر ستعبر عن غضبها لكنها ستجد طريقة تذعن بها لطلبات جيرانها فى عدة أشهر، لذلك سيكون من الممكن استعادة العلاقات فى نهاية المطاف. وبعد ساعات من الخطوة الحاسمة التى اتخذتها الدول العربية الكبرى، تواصل الأزمة الخليجية الكبرى التى تسببت فيها قطر، صدارة عناوين الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية على مدار الساعات الماضية. واستهلت شبكة "سى إن إن" الأمريكية تعليقاتها على التطورات الأخيرة ، بالتأكيد على أن قطر أصبحت معزولة بشكل تام بعد قرار الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وقالت فى تقرير لها اليوم إن قطع العلاقات أدى إلى إلغاء رحلات طيران، وإغلاق موانئ وتأثيرات أخرى سريعة حول المنطقة. ونقلت "سى إن إن" رد الموقف القطرى الذى جاء فى بيان أعربت فيه الدوحة عن "أسف عميق" لقرار إغلاق المجال الجوى والحدود وقطع العلاقات الدبلوماسية، وقولها إن الخطوة غير مبررة ومبنية على مزاعم بلا أساس. من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، الأثنين، الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات بينها، بعدما قطع ثلاثة منها ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت عزلة عليها. وقال تيلرسون فى سيدنى "بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معا ومعالجة هذه الخلافات"، وأضاف "إذا كان هناك أى دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فاعتقد أن المهم لمجلس التعاون الخليجى أن يحافظ على وحدته". وقال مراسل "سى إن إن" فى أبو ظبى إن الخطوة سيكون لا تأثير هائل على الطيران والدبلوماسية وستتأثر التحالفات العسكرية. ويرى محللو الشبكة الأمريكية إن قطع العلاقات ربما يشير إلى مصر والسعودية والإمارات قد تشجعوا بالزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمنطقة التى وقّع فيها اتفاقيات دفاعية مع العاهل السعودى الملك سلمان بقيمة 110 مليار دولار. وقال جون ديتريوس، محلل سى إن إن، إنه فى ظل الإدارة السابقة لم تكن الدول العربية لتقوم بهذه الخطوة بسبب المفاوضات النووية لأوباما مع إيران. لكن مع توقيع اتفاقيات دفاعية ووجود بيت أبيض داعم، فإنهم أصبحوا أكثر جرأة. من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التصعيد الدبلوماسى المتصاعد وغير المعتاد كشف التوترات المستمرة بين الدول الملكية فى الخليج وتنافسهم على النفوذ الإقليمى. وجاء بعد أسابيع قليلة من لقاء ترامب مع القادة العرب والمسلمين ودعوته لجبهة موحدة ضد التطرف، وهى الزيارة التى قال المحللون إنها دعمت السعودية وأقرب حلفائها.