تضم مكتبة الإسكندرية أنماطا متعددة من الكنوز والمعروضات ، ينهل زوارها كل يوم من تلك الكنوز ولا ينضب معينها، وفى مدخل القبة السماوية بالمكتبة يلقى الزوار ملمحا من ملامح تلك الكنوز التي تحويها المكتبة. و بالاضافة إلى عروض القبة السماوية والسماء الافتراضية التي يتمتع بها الجمهور، يوجد معرض غاية في الرقى والتميز؛ فريد في موضوعه؛ هو معرض " فرسان السماء " للأسطرلابات الفلكية والساعات الشمسية والرملية وكذلك كرة النجوم المجسمة وكرة الإدريسي الجغرافية. وتم تصميم معرض "فرسان السماء " بدقة وعناية شديدة ليعرض جزءًا من إسهامات علماء الفلك العرب في القرون الوسطى، والذين غالبًا ما كانوا حرفيين ماهرين بجانب كونهم علماء متميزين. و نشأت فكرة إحياء إسهامات الحضارة العربية في العلوم عن طريق العرض المتحفي بمجهودات غير مسبوقة من العالم الدكتور فؤاد سزكين؛ مدير معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية بفرانكفورت بألمانيا، الذي قام ببحث وتوثيق وإعادة تصنيع الأدوات العلمية التي تمت صناعتها أثناء فترة الحضارة العربية فالأسطرلابات تعتبر أهو الوسائل القديمة لعمل القياسات الخاصة بتحديد الوقت والطبوغرافية للأماكن. وهناك بحوثا تفيد بوجود أكثر من ثلاثة آلاف استخدام للأسطرلاب. و يجد الزائر أمامه أكثر من خمسة عشر نموذجا للأسطرلاب فهي أنواع متعددة ولكل نوع استخدام يختلف عن النوع الآخر. أما بالنسبة للساعة الشمسية ومزولة مواقيت الصلاة فهي تحفة عربية أصيلة منحوت على كل منها الخطوط الطولية والعرضية بشكل زخرفى آخاذ مع وجود شرح مختصر لوظيفة كل منها و الساعة الرملية في هذا المعرض تعتبر تحفة أثرية وليس فقط بسبب منظرها البديع وألوانها المتناسقة ولكن أيضا بسبب الفكرة الميكانيكية التي وراءها، هي و "كرة الإدريسي" المنحوت على مادتها النحاسية الخريطة الجغرافية القديمة. ويمكن للزوار الوقوف أمامها مستمتعين بتباين اللونين الأصفر والأزرق المميزين لها ، وبهذا المعرض لا يخطئ الزوار مشاهدة كرة أبو الحسين عبد الرحمن الصوفي لنجوم السماء وهى تحفة هندسية وفلكية بحق؛ رُسم على سطحها صور الكواكب الثمانية والأربعون أو المجموعات النجمية لنصف الكرة الشمالية. و يمر الزائرون على هذا المعرض مرتين أثناء الدخول والخروج الى القبة السماوية وبعضهم يقف ويقرأ عن مكوناته ويلتقط صورا معها ليتذكروا ركنا هاما ومعرضا ضمن معارض المكتبة التى يفخر بها كل محب للثقافة والعلوم والفنون