قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن التواجد الكبير للتيارات الغربية فى منظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" أثر سلبا على الحضارات واللغات الأفريقية، وأدى إلى تجاهلها تدريجيا، وابتعادها عن الحفاظ على التراث العربى والأفريقى، المتمثل فى اللغات الأفريقية المتعددة التى بحاجة لتأصيلها خوفا من الاندثار. جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من مؤتمر "الكاتب الأفريقى وتحديات العصر" التى عقدت مساء أمس الجمعة وحضرها الدكتور عمر صابر عبد الجليل ، سولومون هيلامريام وأدارتها الدكتورة عواطف عبد الرحمن. ووصف الدكتور عمر صابر عبد الجليل أستاذ علم اللغات السامية المقارن فى كلية الآداب فى جامعة القاهرة الوضع الحالى الذى وصلت إليه العلاقة بين مصر وأثيوبيا بالمخجل، وذلك بسبب الخلافات حول حصة المياه من نهر النيل على الرغم من أن العلاقة بينهم لا يوجد لها مثيل فى العالم، مؤكداً أن العلاقة بين مصر والحبشة ترجع إلى القرن الرابع الميلادى عندما دخلت المسيحية الحبشة عن طريق رجل سكندرى يدعى "فرمنتيوس"، مشيراً إلى أن العلاقة امتدت بين الكنيستين المصرية والحبشية من القرن الرابع الميلادى وحتى عام 1950 . قال عبد الجليل إن اغلب كتابات الأدب الحبشى القبطى منقول من مصر والشام والدليل على ذلك انه كانت هناك ترجمات كثيرة من المصرية للحبشية، مضيفا أنه كان مطران الإسكندرية هو الذى يعين بطريك الحبشة. بينما قال سولومون هيلامريام مؤسس نادى القلم الأثيوبى أن تعدد اللغات واللهجات فى أثيوبيا أدى إلى قلة انتشار الأدب الأثيوبى فى باقى أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذا كان من شأنه أن يقلل فرص الكتاب والأدباء فى الحصول على الجوائز العالمية كجائزة نوبل لأن كل كاتب يكتب حسب لهجة المنطقة التى يعيش فيها. وطالب هيلا مريام من مؤسسة القلم الدولية تدعيم أثيوبيا لنشر أدبها فى كافة أقطار العالم وذلك من خلال العمل على جمع معلومات عن اللغات واللهجات التى يكتب بها الأدباء فى أثيوبيا وعمل مؤتمر دولى لتعريف هذه اللغات لباقى أنحاء العالم، مضيفا أن الترجمة هى المخرج الوحيد التى ستساعد على تعريف العالم بالأدب الأثيوبى.