انتقدت مجلة "فورين بولسى" الأمريكية نظام كوتة المرأة، الذى يطبق لأول مرة فى انتخابات مجلس الشعب الحالية، وقالت إنه على الرغم من أن تخصيص مقاعد للنساء فى مجلس الشعب من المفترض أن يكون فى صالح المرأة، إلا أن هذا النظام الذى يراه المنتقدون مجرد مخطط لتكديس الأصوات، ليس بالضرورة كذلك. فبسبب التحيز الجنسى الراسخ والسخرية السياسية فى مصر، فإن هذا النظام قد يؤدى فى نهاية المطاف إلى خلق وضع للمرشحات أسوأ من وضعهن السابق. وتنقل الصحيفة عن شادى حميد، مدير مدير الأبحاث فى مركز أبحاث بروكنجز بالدوحة، قوله إن نظام "الحصص" لا يعالج المشكلة من جذورها، وأساس هذه المشكلة هو أن الثقافة السائدة فى الشرق الأوسط الآن لا تدعم المشاركة الناشطة للمرأة. ولهذا السبب، فإنه عند إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى العالم العربى، لا يصوت الناخبون للنساء. وتمضى الصحيفة فى القول إنه بالنسبة للبعض، تعد الكوتة فرصة لشعارات تمكين المرأة، لكنها تتناقض مع الواقع فى بلد يشارك فيه عدد قليل من النساء فى المناصب العامة أو المواقع الرفيعة فى مجتمع الأعمال. فتشير سعاد عبد الحميد، وهى إحدى المرشحات على مقعد الكوتة والتابعة للحزب العربى الناصرى إلى أن البعض ينظر إلى مشاركة المرأة بترحيب، فى حين أن البعض الآخر يتخوف من خوض المرأة للسباق، ونظام الكوتة هو محاولة للقضاء على الموروثات الثقافية بأن المرأة لا يمكنها المشاركة فى السياسة. غير أن أغلب المراقبين يرون أن هناك دافعا أكثر تعقيداً للسياسة الجديدة للحكومة. فيقول حميد إن النظام المصرى يجيد أمراً واحداً بشكل خاص، وهو إيجاد السبل نحو الحفاظ على السلطة. وأعرب الباحث عن اعتقاده أن الكوتة النسائية ما هى إلا جزء من استراتيجة أكبر. فهذا النظام أداة للحكومة لكسب الليبراليين والنخبة العلمانية والمجتمع الدولى بدون تغيير الاتجاهات المحافظة على أرض الواقع أو التخلى عن أى سيطرة سياسية. وتوقع حميد أن تفوز مرشحات الحزب الوطنى بأغلب مقاعد الكوتة. ونقلت الصحيفة عن عدد من المرشحات انتقادهن لنظام الكوتة، فتقول منال أبو الحسن، مرشحة الإخوان المسلمين والتى رفضت الترشح على مقاعد الكوتة، قولها إن هذا النظام لا يقدم تنمية حقيقية للمرأة، وأنه لم يطبق من أجل تحسن دور المرأة فى الحكومة ولكن لتحسين صورة الحزب الوطنى. أما المرشحات على مقاعد الكوتة، فيدركن أن فرص فوزهن على الحكومة قليلة. فتقول منى مكرم عبيد، مرشحة حزب الوفد، إن الحزب الوطنى سيحصل على ثلاثة أرباع مقاعد الكوتة النسائية. وانتقدت عبيد قصر فترة الدعاية الانتخابية والمحددة فى أسبوعين، وقالت إن هذا أمر سخيف جدا، فليس هناك وقت لفعل أى شىء، ويبدو الأمر كما لو أن الحكومة تضع عراقيل وتحديداً أمام المرأة. وتلفت "فورين بوليسى" إلى أنه من بين العراقيل الأخرى أمام مشاركة المرأة فى الانتخابات هو التمييز على أساس الجنس بين الناخبين. فالتقاليد الريفية تحظر على المرأة حضور المسيرات الانتخابية، وكذلك تجد المرشحات مضايقات عند عقد اجتماعات حاشدة، وحديثهم أمام حشود كبيرة من الرجال، خاصة خارج المدن. كما أن المرأة عرضة للعنف الذى يشوب الانتخابات، فالمرشحات وأغلبهن من خلفيات مميزة وليس لديهم خبرة كبيرة فى التعامل مع الجو المصرى العام، يعترفن بأنهم مهددات بالأساليب العنيفة أكثر من أقرانهن من الرجال. ومن تؤيدهن من النساء تتعرض لمضايقات تجبرها على الفرار من الحشود الغاضبة.