ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن استمرار العنف وسفك الدماء وتفاقم مشكلات المجتمع العراقى على ما يبدو أجبرت العائدين الذين فروا من المذابح التى تزامنت مع اندلاع الحرب، على الفرار مجددا بعد أن اصطدموا بالواقع الأليم ووجدوا صعوبة بالغة فى التأقلم مع الحياة الجديدة خاصة مع انعدام فرصهم فى الحصول على فرص عمل مناسبة. وقالت "نيويورك تايمز" إنه منذ الغزو الأمريكى عام 2003، وأصبح اللاجئون جزءا لا يتجزأ من مشكلات المجتمع العراقى غير المستقر، بعد أن هاجروا بكميات غفيرة خلال فترات العنف، وعندما بدا لهم وكأن الاستقرار يعود أدراجه إلى أوصال العراق، عادوا. ورأت الصحيفة أن هذه الهجرة الجديدة تظهر مدى انعدام الاستقرار والأمن فى العراق بعكس ما تنشره وسائل الإعلام العراقية والأمريكية. وسردت "نيويورك تايمز" كيف ترك العراقيون دولتهم بعد أن قتلت أقاربهم قذائف الهاون وتلقى بعض منهم تهديدات بالقتل من قبل المتمردين، وتعرضهم متاجرهم ومحل أعمالهم للقذف. ومع الهدوء النسبى الذى خيم على العراق مجددا، عادت كل هذه الأطراف، ولكنهم يريدون المغادرة بعد أن اندلعت موجة عنف جديدة. ونقلت الصحيفة عن أبو مريم العراقى قوله "الشىء الوحيد الذى يوقفنى عن الرحيل مجددا هو حاجتى إلى المال.. فنحن عراقيون بالاسم فقط". وقالت "نيويورك تايمز" إن ما يقرب من 100 ألف لاجئ عادوا إلى بغداد منذ عام 2008، وكان ما يزيد عن 2 مليون عراقى فروا من العراق منذ بداية الغزو، وفقا لإحصائيات الحكومة العراقية ومفوض الأممالمتحدة السامى لشئون اللاجئين.