كشف أحدث تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء ودعم اتخاذ القرار أن حجم صادرات مصر الخارجية للدول الأفريقية (غير العربية) يحتل مركزاً "غير متقدم"، رغم زيادة التبادل التجارى بين مصر والدول الأفريقية فى الآونة الأخيرة. حذر التقرير الذى صدر بعنوان "إطلالة مصرية على أفريقيا"، من حقيقة خطيرة هى أن ضعف التبادل التجارى مع الدول الأفريقية أعطى فرصة كبيرة لإسرائيل التى تسعى لمضاعفة حجم تجارتها مع أفريقيا من، خلال المنح والمساعدات التى تقدمها لهذه الدول، وطالب التقرير بالمزيد من تدعيم العلاقات المصرية الأفريقية فى السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، خاصة وأن تعداد سكانها يبلغ 370 مليون نسمة وتتميز بضخامة سوقها. وبين التقرير أن حجم صادرات مصر إلى الدول الأفريقية جاء فى المركز السابع عام 2008/2009، بنحو 639.5 مليون دولار بنسبة 2.5% من حجم الصادرات المصرية للخارج، بعد الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدةالأمريكية، والدول العربية، والدول الأسيوية، والدول الأوروبية. فى الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن واردات مصر من الدول الأفريقية تحتل مركزاً متأخراً أيضا هو المركز الخامس، حيث بلغت قيمتها 410.3 مليون دولار بنسبة 0.8% من واردات مصر من الخارج، وهى نسبة ضئيلة للغاية. وقال التقرير إن هذا الضعف فى التبادل التجارى بين مصر والدول الأفريقية يتضح أكثر فى أن الدول الأفريقية تأتى فى المرتبة الثامنة من حجم تجارة مصر الخارجية، حيث تمثل 1.4% من إجمالى حجم التجارة الخارجية، وهو ما أرجعه التقرير إلى اعتبارات هيكلية، مثل ارتفاع نفقات النقل الجوى وعدم وجود خطوط ملاحية منظمة تربط مصر بشقيقاتها الأفريقية. وذكر التقرير أن عدد مكاتب التمثيل التجارى المصرية فى دول قارة أفريقيا بلغ ستة مكاتب فى كل من السودان وتنزانيا وأوغندا وأثيوبيا وليبيا ونيجيريا. وشهدت العلاقات بين مصر وأفريقيا مساهمات متعددة على كافة المستويات السياسية والفنية، حيث قام الرئيس محمد حسنى مبارك ب 16 زيارة لعشر دول أفريقية خلال الفترة من 1981 وحتى عام 2010 . كما يبلغ تعداد القوات المصرية المشاركة فى عمليات حفظ السلام الأممية طبقا لتقديرات أبريل 2010 (5457 عنصراً) منهم 296 عنصراً شرطياً، و79 مراقباً عسكرياً، و5082 عنصر قوات مسلحة. وتشهد بعثة حفظ السلام فى دارفور أكبر تمثيل مصرى فى عمليات حفظ السلام فى جنوب السودان بنحو 1538 عنصراً، بينما تشهد بعثة حفظ السلام فى نيبال أصغر تمثيل لمصر بنحو أربعة مراقبين عسكريين فقط. وحققت مصر، وفقا للتقرير، طفرة نوعية فى مساهماتها فى عمليات حفظ السلام فى السنوات الأخيرة، فقد تقدمت من المركز 23 على مستوى أكثر الدول مساهمة بقوات فى عمليات حفظ السلام الأممية فى ديسمبر 2007 إلى المركز 12 فى ديسمبر 2008 ثم إلى المركز 5 فى ديسمبر 2009 . كما قام الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا بإيفاد 85 خبيراً فى مجالات شملت الطب، والتدريس، والهندسة، والصيدلة، ومدربى الألعاب الرياضية، حيث يوجد حاليا 26 خبيراً فى دولة بوروندى و6 خبراء فى كينيا، و8 خبراء فى أثيوبيا، و7 خبراء فى أوغندا، و 26 خبيراً فى تنزانيا، و6 خبراء فى جنوب السودان، و6 خبراء فى رواندا. يذكر أن جميع الدول الأفريقية أعضاء فى الاتحاد الأفريقى، فيما عدا المغرب، التى انسحبت من منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984، كما أن هناك ثلاث دول أعضاء موقوفين هى غينيا وإريتريا ومدغشقر.