احتضن قلمه مبتسما يغمره شعورٌ عارمٌ بسعادة لا نهائية حين شاهدها فى حديقة النادى.. أخفى دمعته اليومية حتى لا يجرح قلبها برقته القاتلة.. اعتدل فى جلسته ثم أخذ يرسم بقلمه مفاجأة سعيدةً يهديها لها فى يوم تقابلهما الجديد إذ ربما تتمكن "وشوشات" القلم من تحقيق ما عجز عنه لسانه حين يقفُ أمامها متسمِّراً دونما حركة. طارت فرحاً حين شاهدته أمامها, وازدادت ألقاً حين سمعت غيظ ذرات الهواء حولها وغيرة بعضها من سعادتها... ارتعشت حين لمحتْ فى عينيه بقايا دمعةٍ هاربة, فاعتدلت فى جلستها واحتضنت قلمها مبتسمة، وقررت أن ترسمَ مفاجاة سعيدة، إذ ربما تمسحُ عنه غبار حزن ٍ بائس ٍ يلتهم بسمته. تفنَّنا سوياً فى رسم صورة واحدةٍ تسعدُ كليهما.. مرَّ الوقت واحداً عليهما.. لم يتغير قلمهما ولم تُقصَف أسنانُه الرفيعةُ، ولم يحدث ما يعكِّرُ صفو خيالهما المنسرح.. صُدِما حين ظهرت فى النهاية على صفحتهما البيضاء صورةٌ عابسة ٌ قاتمة أخرجت كلَّ ما بداخلهما منْ حُزنْ!